الأربعاء، 19 يناير 2011

400 طالب بدؤوا مسيرة التعليم وتوقع التحاق 12 ألفاً 2012




جامعة الملك عبدلله.. حلم القائد يتحقق والوطن يواصل حضوره نحو «العالم الأول»


المدينة الجامعية في ثول على مساحة 36 مليون م مصممة على أحدث المواصفات العالمية
    ليست مجرد جامعة تلك التي اكتملت مبانيها ومنشآتها في قرية ثول على شاطئ البحر الأحمر شمال جدة، والتي جرى فيها العمل ليل نهار من أجل استكمال إنشاؤها، فجامعة الملك عبدالله ليست مجرد جامعة عادية، وإنما هي مدينة جامعية تتجاوز حلم الحاضر إلى المستقبل، وتقفز بالتعليم الجامعي في بلادنا ليتحول من تعليم تلقيني ونظري إلى تعليم يعتمد على البحث والتجريب والتنقيب، وصولا إلى خلق كوكبة من العلماء في شتى مجالات العلوم والتكنولوجيا، وبدء مرحلة جديدة للإمساك بصولجان العلوم الذي كنا في عصور بعيدة سادته وأربابه، وبدء مرحلة جديدة نستطيع معها أن نجد لنا مكانا نفخر به بين الأمم المتقدمة، بدل أن نظل عالة ننتظر ما تجود به علينا الدول المتقدمة من علوم الاكتشافات والاختراعات، وما تتوصل إليه من تقنية نجد أنفسنا عاجزين حتى عن فك رموزها وتسخيرها لاحتاجاتنا الحياتية مثلما فعلت الأمم المتقدمة، التي طوعت العلوم لخدمة مجتمعاتها في كافة المجالات الطبية والاقتصادية والأمنية والبيئة والسلامة وكل مايحتاجه الإنسان في حاضره ومستقبله.
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بثول ليست مجرد جامعة تتكون من مبان وفصول دراسية ومحاضرات ومحاضرون وطلبة بالمفهوم التقليدي الذي تقوم عليه الجامعات الأخرى في بلادنا، وإنما هي نقلة نوعية في التعليم في بلادنا يعتمد على استقطاب النابغين والمتفوقين في كافة المجالات العلمية من حملة الماجستير والدكتوراه، وتوفير كافة الإمكانات والأجهزة وأدوات البحث العلمي تحت إشراف مجموعة مختارة من العلماء والأساتذة من مختلف بلاد العالم، ليواصل هؤلاء الطلاب نبوغهم وتفوقهم ويواصلوا أبحاثهم في مناخ علمي لا يتوفر إلا في مراكز البحوث العلمية المتقدمة في دول قليلة من العالم، وجميع هذه البحوث ستركز في جلها على الجوانب التي تحتاجها بلادنا في مجال تحلية المياه وتقنيات الطاقة والتقنية الصناعية والأبحاث البحرية والتكنولوجيا بجميع تصنيفاتها.
حلم القائد يتحقق
تمثل هذه الجامعة حلم طالما أنتظره طلاب العلم، الذين كانوا يجدون صعوبة في مواصلة أبحاثهم للوصول إلى اكتشافات واختراعات يستطيعون من خلالها خدمة دينهم ووطنهم ومليكهم بسبب عدم توفر إمكانات البحث العلمي الحقيقي في جميع جامعاتنا القائمة، وعدم توفر التمويل للبحوث.
وعندما وضع الملك عبدالله الحجر الأساس للجامعة التي تحمل أسمه كان يرى في هذه الجامعة حلمه وأمله الذي طالما نادى به وعمل من أجله وهو أن ينقل لبلاده وشعبها والأمة الإسلامية العلوم المتقدمة، التي تجعل منا جميعا فاعلين ومؤثرين في الأمم الأخرى، وأن ندخل إلى نادي الدول المتطورة، ونطوع التقنية لخدمة مجتمعاتنا والإنسانية، وأن نعود إلى أخذ موقعنا المناسب في العالم المتقدم علميا، لأنه - حفظه الله - يدرك أن هذا لا يتحقق بالأماني والأحلام فقط، وإنما يتحقق بالعمل والعلم الذي يعتمد على البحث العلمي والتجارب، وليس مجرد العلوم النظرية التي لن تمكننا من الفهم الحقيقي للعلوم وتطويعها والولوج إلى أسرارها، لقد كانت هذه الجامعة التي وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حجر الأساس لإنشائها في 10شوال 1428 الموافق 21 اكتوبر2007،

مراكز الأبحاث والحرم الجامعي
تمثل فكر ورؤية ملك يتطلع إلى أن يصل ببلاده وشعبه وأمته إلى مصاف العالم الأول الذي تفوق علينا بالعلم وفهم أسراره الأمر الذي مكنهم من التقدم العلمي في كافة المجالات، ولهذا كان هاجس الملك عبدالله - حفظه الله - أن يعيد لوطن الرسالة المحمدية وأرض مهبط الوحي والحرمين الشريفين المكانة التي تستحقها في العالم، فهذا الوطن الذي انطلقت منه رسالة الإسلام والسلام والتوحيد لتمحو ظلام الجهل والإلحاد والظلم والضلال يستحق أن يكون في الموقع الذي يلأمه بين الدول المتطورة علميا، لأنه يملك كل المؤهلات التي تمكنه من ذلك، والتي تحتاج فقط إلى مراكز علمية قادرة على أن تتبنى البحث العلمي منهجا لصنع أجيال من العلماء القادرين على أن يعيدوا لهذه الأمة صولجانها المفقود، ومنذ أن وضع -حفظه الله- الحجر الأساس لهذا المشروع الجامعي، بدأت عجلة البناء في الدوران من أجل إنجاز هذه المدينة الجامعية التي تبلغ مساحتها أكثر من (36) مليون متر مربع في وقت قياسي، وكان العمل في هذا المشروع يسابق الزمن من قبل الشركات المنفذة بإشراف أرامكو السعودية.
هذه الجامعة تعد نقلة في مجال التعليم الأكاديمي في بلادنا، وتضم 80 أستاذاً، وعشرة تخصصات علمية وعشرة مراكز أبحاث، وستتخصص في مجال الدراسات العليا في عدد من التخصصات، وهي الطاقة، والموارد الطبيعية والبيئية، والتكنولوجيا الحيوية، وعلوم وأبحاث المواد الدقيقة مثل النانو، والرياضيات التطبيقية وعلوم الكمبيوتر.
12 ألف طالب وطالبة
لقد وضعت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في حسابها التوسع المتوقع لأعداد الطلاب الذين سيستفيدون من تقنياتها العالية في مجال البحث، وبدأت الجامعة بأربعمائة طالب من حملة الماجستير والبكالوريوس من المتفوقين، حيث سيواصلون أبحاثهم وتجاربهم من خلال معامل الجامعة ومراكز البحث فيها تحت إشراف علماء متخصصون من مختلف أنحاء العالم، تمكنت الجامعة من

الزميل سالم مريشيد يطلع على مجسم كامل للجامعة (عدسة محسن سالم)
استقطابهم لتولي وضع المنهج الذي ستعتمده الجامعة، ويشرفون على اعتماد البحوث التي ستطبق.
وقد وضع ضمن الخطة المستقبلية للجامعة أن يصل عدد طلابها في عام 2012م إلى 12 ألف طالب وطالبة من المتفوقين حملة الماجستير والبكالوريوس، وتبني النابغين وفتح مجال القبول لهم في الجامعة من جميع أنحاء العالم، وستضم الجامعة العديد من مراكز الأبحاث المتخصصة التي تخدم احتياجات المملكة في المستقبل، ومن أهمها مركز أبحاث البحر والذي سيشتمل على جميع الجوانب المتعلقة بالبحر مثل الكائنات البحرية وتنميتها، وتحليه المياه المالحة وغيرها، بالإضافة لمركز لأبحاث الطاقة بجميع أشكالها، بهدف الوصول لتنويع مصادر الطاقة في المملكة والاستفادة من الطاقة الشمسية.
مدينة متكاملة
تتميز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بأنها مدينة جامعية متكاملة تتوفر فيها كل متطلبات الحياة، حيث تحيط بالمباني الجامعية ومراكز الأبحاث المنطقة السكنية الخاصة بالأساتذة والطلاب في الجامعة، والتي تتكون من 3100 وحدة سكنية مابين بيوت وشقق، بالإضافة إلى المركز التجاري والترفيهي، والمدارس العامة، والمسجد الرئيسي الذي تبلغ مساحته 6700 متر مربع ويستوعب 2000 مصل، وتتميز المدينة الجامعية بتصميمها ومواصفاتها الهندسية التي اعتمدت على استخدام مواد صديقة للبيئة، والاهتمام بنشر المسطحات الخضراء والنباتات البيئية على 50% من المساحة الإجمالية للمدينة، وتشتمل المدينة الجامعية على محطة خاصة لتحليه المياه المالحة لتزويد الجامعة باحتياجاتها من المياه، إلى جانب إنتاج الطاقة الكهربائية، إضافة إلى استخدام تقنيات لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، والتي تصل إلى 3 ميغاوات من الكهرباء المنتجة عن طريق الطاقة الشمسية من إجمالي الطاقة الكهربائية التي تحتاجها الجامعة والمقدرة ب 35 ميغاوات، وسيكون لهذه الجامعة دور كبير في الارتقاء بثول من جميع الجوانب، ومن أهمها تطوير مرفأ الصيادين، وتنفيذ مشروع

المنطقة السكنية والترفيهية في الجامعة
كورنيش ثول السياحي، وتبني العديد من البرامج الاجتماعية الخاصة بتطوير السكان، ولا شك أن أهم نقلة سيحققها وجود الجامعة في ثول، التي كانت في السابق مجرد قرية صغيرة للصيادين، هو وضعها في أجندة أهم المناطق التي تحتضن واحدة من أحدث وأهم المراكز العلمية، ليس على مستوى المملكة وإنما على مستوى العالم بأسره.

معلمو الخصوصي يستنزفون الجيوب ولا يرقعون العيوب

مع بدء العد التنازلي لإطلاق الاختبارات النهائية مطلع الأسبوع المقبل، انتشرت ظاهرة الدروس الخصوصية من قبل عدد من المعلمات والمعلمين في منطقة تبوك، فلا يكاد منزل فيه طالبة أو طالب يخلو من مدرس خصوصي أو أكثر لهذه المادة أو تلك، ما يشكل عبئا ماديا على رب الأسرة، إضافة إلى تعود الطالبات والطلاب على هذه الدروس خلال مراحلهم الدراسية المقبلة.

ومع تحذيرات وزارة التربية والـتـعـلـيـم وتـعلـيمـاتـهـا الواضحة بضرورة اتباع الطرق الرسمية حيال هذا الموضوع، إلا أن عددا من معلمات ومعلمي الدروس الخصوصية ضربوا بهذه التعليمات عرض الحائط، فانتشرت إعلاناتهم بشكل كبير سواء في الصحف، أو المواقع الإلكترونية، أو من خلال النشرات والملصقات، واستجاب كثير من الأهالي لهذه الظاهرة، رغبة في عدم التقصير مع أبنائهم، حتى بدأت ظاهرة الدروس الخصوصية تشكل خطرا كبيرا على مستقبل أبنائنا الطلاب كونها أصبحت تجارة. وأكد نواف البلوي، راشد العنزي ومحمد العمري (طلاب ثانوية) أن بعض المعلمين يجبرون الطلاب بطرق غير مباشرة على التدريس الخصوصي، مثل صعوبة الشرح، صعوبة الأسئلة الدورية، أو التلميح للتدريس الخصوصي، مشيرين إلى أن أغلب الطلاب لا تساعدهم ظروفهم المادية على الالتحاق بهذه الدروس، ما يدفعهم لأخذ ملخصات من زملائهم الملتحقين بهذه الدروس. 

ويفضل كل من عمر البلوي، خالد العنزي ومحمد العتيبي (طلاب في الصف الثالث ثانوي) معلم المادة الذي يدرسهم في الفصل، ويلخص لهم المنهج، ما يختصر عليهم الوقت والجهد في المذاكرة، ويساعدهم في الحصول على درجات عالية.

وبين كل من الطلاب علي القحطاني، سالم الشمري ومحمد الفيفي، أن المعلمين يتفقون معهم على الحصة الواحدة بـ100 ريال، مشيرين إلى أن شرح المعلم في المنزل أفضل من الفصل، بسبب إزعاج الفصل وكثافة الطلاب فيه.

ولفت الطالب ماجد السهلي إلى أن بعض الطلاب يأتون للمعلمين قبل الاختبار بفترة قصيرة، ويفرض عليهم مبالغ طائلة، مشيرا إلى أن أحد زملائه اتفق مع معلم لتدريسه قبل الاختبار بيومين، ودفع له 2000 ريال، ولم يستفد من ذلك، حيث أخفق في الاختبار النهائي.

وأكد كل من يحيى الشهري وخالد العطوي (وهما من الطلاب المتفوقين) بأنهما لا يحتاجان للدروس الخصوصية، كونهما متابعين مع المعلمين منذ بداية العام، ويسألان المعلمين عن المواضيع التي تحتاج إلى شرح مفصل. 

واتفق عدد من أولياء الأمور على أن المعلمين يستغلون حاجة الطلاب، ويرفعون الأسعار مع قرب فترة الاختبارات النهائية، وقال أبو عبد الله «اتفقت مع ثلاثة معلمين لتدريس ابني ثلاث مواد علمية في الصف الثالث ثانوي بقيمة 6000 ريال» مضيفا أنه لا يمانع في الدفع ليحقق ابنه درجات عالية تدخل في معدله التراكمي. 

من جانبه، قال أبو خالد ولي أمر طالب «أحضرت العام الماضي معلم رياضيات لابني ليومين فقط بـ1000 ريال، ما ساعد في تحقيقه للتفوق».

ويختلف الأمر تماما بالنسبة للطالبات، كونهن أكثر حرصا من الطلاب على الفائدة من التدريس الخصوصي ويلتحقن به مبكرا، إلى ذلك اتفقت كل من مها، خلود، ومنار (طالبات ثانوي) مع معلمات خصوصي لتدرسيهن منذ بداية الفصل بـ2000 ريال للكتاب الواحد.

وأكدن أن هناك معلمات تشهد منازلهن زحاما كبيرا، كونهن متميزات في الشرح ومشهودا لهن بالقدرة على توصيل المادة لذهن الطالبة.

وأوضحت كل من المعلمتين إيمان العنزي وزهوة العنزي أن أولياء الأمور يتحملون مسؤولية كبيرة وذلك من خلال عدم التواصل المستمر مع إدارة المدرسة والسؤال عن مستويات بناتهم. 

وأشار لـ«عكـاظ» عدد من معلمي الدروس الخصوصية أبو أحمد، أبو محمد، وأبو علي، إلى أن أغلب الطلاب لا يبحثون عن الفائدة في المنهج بل يريدون التلخيص، وقالوا «رغم ذلك لا بد أن نلبي رغباتهم كونهم يدفعون أموالا طائلة»، مشيرين إلى أن أغلب الطلاب يبحثون عن معلمي مواد الرياضيات، اللغة الإنجليزية، والفيزياء، كونها من المواد الصعبة التي تحتاج إلى شرح ومتابعة مستمرة، وكشف أحد معلمي الدروس الخصوصية أن إجمالي ما يحصل عليها يقارب 80 ألف ريال.

من جهته، قال عايض السبيعي المرشد الطلابي في ثانوية أبي موسى الأشعري «إن اللجوء للمدرس الخصوصي إذا كان الهدف منه الفائدة، فهذا أمر جيد، ولكن ما يشاهد حاليا هو للكسب المادي فقط، دون أدنى شعور بأهمية نجاح الطالب أو حصوله على معدل كبير»، مضيفا أن هناك مراكز للخدمات الطلابية تطلق في المدارس بأسلوب منظم وأسعار مناسبة. 

وأرجع علي الشهري المرشد الطلابي في ثانوية تطوير، أسباب الدورس الخصوصية، إما لانشغال الطلاب بالملهيات اليومية، أو لعدم قدرة المعلم على إيصال المعلومة للطالب، مؤكدا أن هناك قلة من المعلمين يتعمدون بطرق غير مباشرة لإجبار الطلاب على الدروس الخصوصية، إما بصعوبة الشرح أو تعقيد الاختبارات الشهرية، مهيبا بالأسرة متابعة الطالب والتواصل المستمر مع إدارة المدرسة.