الخميس، 3 فبراير 2011

المجلس البلدي يرصد تداعيات “الكارثة” جوًا ويرفع تقريرًا عاجلًا لـ“الأمانة”

قام أعضاء المجلس البلدي بمحافظة جدة صباح أمس بجولة جوية عبر طيران الدفاع المدني رافقهم فيها مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري رصدوا خلالها تداعيات الحدث واستمرار مشكلة تجمعات المياه في عدد من الأحياء شرق ووسط جدة، في ظل تأخر شفطها لليوم الثامن من كارثة سيول جدة (2).
وقام أعضاء اللجنة خلال الجولة بتسجيل العديد من الملاحظات والنقاط التي وصفوها بـ«هامة» لتضمينها في تقرير عاجل سيرفع خلال الساعات المقبلة إلى «الأمانة» من أجل اتخاذ التدابير اللازمة حيال التسريع في تخفيف وطأة الكارثة على سكان هذه الأحياء بما يتوافق مع توجيهات خادم الجرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين.
ومن أبرز هذه الملاحظات ما يتعلق بخاصة مواقع تجمعات المياه في عدد من الأحياء، والأضرار التي لحقت بالطرق الرئيسة والشوارع الداخلية، والسيارات المتعطلة على جانبيها، وتراكم النفايات، مشددين على ضرورة الإسراع بالتعامل معها حتى لا تنعكس سلبا على صحة البيئة، خاصة وأن الكثير من المواطنين في هذه الأحياء تحدثوا عن هذه الجوانب وأبدوا مخاوفهم من أن يؤدي هذا الواقع إلى تكاثر البعوض وغيره من الحشرات الناقلة للأمراض، وبالتالي إنتشار الأوبئة.

إن كنت تدري ..

بعد أسبوع من الأمطار التي شهدتها جدة الأربعاء الماضي، ما تزال بعض شوارع العروس مغمورة بالمياه الأمر الذي خلف تبعيات مرورية أعاقت الحركة، وشكلت من ناحية أخرى بؤرا لتكاثر البعوض الناقل للأمراض، وفي ظل تأخر الأمانة عن سحب المياه من مواقعها فإن جهات عدة تتحمل تبعيات التأخير، ويبقى الضرر قائما على مرتادي الطريق سيرا على الأقدام ومستقلي المركبات في ظل عدم وجود لوحات تنبيه أو إشارات تسهم في نجاتهم من خطر محدق.

بعد 8 أيام من الكارثة.. السيول تحاصر منازل السامر 3


ثمانية أيام مضت على كارثة سيول جدة، ولا زال حي السامر 3 «التوفيق» يرزح تحت وطأة المياه، فيما تعمل عدة جهات على إزالتها ورفعها نحو مجرى مياه الأمطار في اتجاه البحر، من خلال قنوات التصريف.
عدسة «عكاظ» رصدت مساحات كبيرة داخل الحي مغطاة بمياه الأمطار التي لا تزال تحاصر المباني والمساكن، ما قد يستلزم التعامل معها عدة أيام نظرا لزيادة رقعة المساحة المغطاة بالسيول، ارتفاع معدلها بسبب المياه الجوفية التي يعاني منها الحي منذ فترة.
«عكاظ» جالت في أحياء السامر 3/4 ورصدت بعدستها بعض الجهود لإزالة تلك المياه، وذلك في ظل تواصل أعمال اللجان المشكلة من الدفاع المدني وأمانة جدة وعدة جهات أخرى، لسحب مياه الأمطار والسد الاحترازي المتراكمة منذ فترة، وذلك من خلال قنوات لنقل المياه مباشرة إلى مجرى تصريف الأمطار والسيول الواقع غرب الحي، فيما نفذ مجرى للمياه من خلال شق الأسفلت لمسافات طويلة.
وكانت الإمدادات تواصلت إلى الموقع من عدة أمانات وبلديات، ساهمت في توجيه المياه إلى مجرى التصريف، فيما استخدمت عدة وسائل لمعالجة تراكم المياه، منها تركيب مضخات عمودية تحمل المياه للأعلى ومن ثم تفرغ في صهاريج محملة على شاحنات، ومواتير شفط رأسية وثابتة تعمل على مدار الساعة لتخفيض منسوب المياه.
وطمأن مدير المركز الإعلامي للحالة الطارئة في محافظة جدة اللواء محمد القرني، بأن منسوب المياه سجل انخفاضا خلال الأيام الماضية، وقال «إن الجهود مستمرة على عدة محاور منها وسط الحي وشرقه وغربه، لشق قنوات لتوجيه المياه نحو مجرى التصريف»، مشيرا إلى أن معدل المياه انخفض كثيرا عن المعدل السابق، مبينا أن العمل يجري كذلك على محور السد الاحترازي لحي التوفيق، ويجري تصريف المياه حاليا من خلال مواتير متخصصة تسحبها باتجاه البحر، مشيرا إلى أن مسؤولي الأمانة أكدوا قرب انتهاء كامل أعمال سحب المياه في الجهة الغربية من سد حي التوفيق، فيما يستكمل شفط المياه من شرق السد إلى مجرى المياه خلال الأيام المقبلة، إضافة لشفط مياه الشوارع الداخلية للحي.
وقدر مختصون في أمانة جدة وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني، حجم المياه الموجودة خلف السد بنحو 8.844.388 متر مكعب تقريبا، بارتفاع يصل إلى 9.2 متر تقريبا.
شق قنوات في الشوارع لتصريف مياه الأمطار والجوفية في حي السامر 3. (تصوير: محمد الزهراني، المحرر ــ «عكاظ»).
تواصل عمليات شفط المياه من شوارع الحي.
طائرات عمودية ترصد الوضع في الحي.
أطفال يلهون بالقرب من بقايا مركبة دمرتها أمطار جدة أخيراً.
طفلة تلتقط صورة لسوء الأوضاع في الحي.

40 موظفا يراقبون نقل المساعدات ورصد المخالفات


جندت محافظة جدة نحو 40 موظفا لمراقبة المساعدات المنقولة من مركز المعارض شمالي المحافظة حتى وصولها إلى مستحقيها من المتضررين في الأحياء المنكوبة، الشقق المفروشة، والجمعيات الخيرية الرسمية.
ووجه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة بتشكيل لجنة للمراقبة والإشراف على المساعدات التي تصل إلى مركز التوزيع، ومتابعة انطلاق المركبات المحملة بالمؤن الغذائية من مركز المعارض، حتى وصولها إلى المتضررين.
وتأتي اللجنة التي يشرف عليها شخصيا محافظ جدة، ويرأسها وكيل المحافظة محمد الوافي، للعمل على منع التجاوزات التي قد تحدث في عمليات التوزيع والمتمثلة في إيصال المساعدات إلى غير مستحقيها، ممن يعملون على استغلالها في المتاجرة أو البيع.
وأوضح مشرف في اللجنة خالد البقمي أن دور اللجنة يتركز على المراقبة والإشراف على المؤن الغذائية والمستلزمات الأخرى التي يتم إرسالها إلى المحتاجين من المتضررين من الأمطار وإلى الجمعيات الخيرية الرسمية، الشقق المفروشة ومراكز الأحياء، مبينا أن اللجنة تعمل على مراقبة عملية التوزيع والإشراف عبر القوائم المتضمنة أسماء المحتاجين.
من جهته، بين مشرف في اللجنة عبدالله الغامدي أن عمليات الصرف لا تتم بشكل عشوائي، حيث حصرت اللجنة جميع المحتاجين سواء من المواطنين المتضررين أو الجمعيات الخيرية والجهات الأخرى، ولا يتم إرسال أية شحنة من المساعدات إلا بعد التأكد من وجود أسماء المتضررين في القوائم، مشيرا إلى أن ستة مراكز تعمل على استقبال المساعدات، وتحتوي عشرة موظفين من موظفي المحافظة.
يذكر أن اللجنة تعمل على مدار 12 ساعة يوميا، من خلال فرقتين موزعتين على مركز المعارض الخاص بجمع التبرعات، وستة مراكز لاستقبال المساعدات وتوزيعها إلى المحتاجين.
وتعمل على مراقبة أكثر من 30 شحنة يوميا يتم إيصالها إلى مراكز استقبال المساعدات، الجمعيات الخيرية، الشقق المفروشة، ومراكز الأحياء.

فرق البحث تستنفر جهودها للعثور على المفقودين الـ 5


أكد مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الـطارئة في جدة اللواء محمد القرني عمل فرق الدفاع المدني حاليا على مسح عدد كبير من المناطق المتضررة للبحث عن المفقودين الخمسة المعلن عن فقدهم من جراء أمطار جدة الأخيرة.
وأوضح اللواء محمد القرني أن الجهات تنفذ عمليات معالجة لآثار الأمطار، ورفع المياه الراكدة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، بهدف رفع الضرر والتأكد من عدم وجود متوفين داخلها، إضافة إلى مباشرة المواقع المتضررة عبر فرق البحث بحثا عن محتجزين لم يتم التوصل إليهم في الأيام الماضية.
وأضاف «وتجري عمليات البحث بواسطة 97 ضابطا لكل دورية، و1296 فردا من إدارة جدة، و392 ضابطا وفردا من الإدارات الخارجية، وبالاستعانة بـ 205 معدات وآليات».
وقال مدير المركز الإعلامي للحالة الطارئة إنه يتم العمل على إيواء 5245 أسرة عن طريق لجان الإسكان المكونة من الدفاع المدني ووزارة المالية، وتضم هذه الأسر 20560 فردا تم إيواؤهم، ولا تزال عمليات الإيواء مستمرة على مدار الساعة.
وأشار اللواء محمد القرني في تقريره اليومي إلى أن أمانة محافظة جدة تعمل حاليا على سحب المياه من الأحياء المتضررة، ورفع الدمار وفتح المناهل في الشوارع والأنفاق ومتابعة السدود والقيام برش مكافحة البعوض، ومتابعة المباني الآيلة للسقوط، فيما تتولى شركة المياه الوطنية شفط المياه من مواقع تجمعات المياه في الشوارع والأنفاق، وبالأخص في حي البغدادية الغربية، إضافة إلى إصلاح أنابيب المياه المتضررة.
وتحدث مدير المركز الإعلامي للحالة الطارئة عن مواصلة فرق الدعم القادمة من خارج جدة أعمالها الميدانية، ويتمثل هذا الدعم من إدارة العاصمة المقدسة، إدارة الطائف، إدارة الباحة، إدارة ينبع، إدارة الرياض، مركز تدريب منطقة مكة، قوات الطوارئ.
وأبان اللواء محمد القرني أنه لم يتبق من المشتركين الذين تم انقطاع التيار الكهربائي عنهم سوى 90 مشتركا، وجارٍ العمل على مدار الساعة لإعادة التيار لهم، مضيفا «فيما تم تجهيز طائرتين من الهلال الأحمر تتحرك لمباشرة أية حالة طارئة في المحافظة».

حماية جدة

نشأت جدة على شاطئ البحر وظلت قرونا طويلة محتفظة بقربها من البحر، تاركة بينها وبين الأودية التي تتخلل جبال السروات مسافة كفيلة بعدم مداهمة السيل لها، ففي المسافة التي تفصلها عن الجبال وأوديتها ما يمكن أن يكفل تفرق مياه السيل في السهل المنبسط بينها وبين الجبال كما في تربة ذلك السهل ما يمكن أن يوفر امتصاصا لمياه الأمطار وتدفق السيول، فلا يصل بعد ذلك كله إلى جدة إلا ما يمكن أن تستوعبه صهاريج الماء المقامة حولها إلى أن يتدفق بيسر إلى البحر.
مشكلة جدة بدأت حين تحولت جدة من مدينة تجاور البحر إلى مدينة تتداخل مع أودية جبال السروات، وذلك حين اتجهت بعمرانها شرقا، وكان الأولى بمن خططوا للمدينة أن يحافظوا على جوارها للبحر فتتمدد شمالا وجنوبا وتظل محتفظة بالمسافة بينها وبين الجبال والأودية وتبقى بذلك في مأمن من مخاطر السيول.
ما حدث هو أن جدة ذهبت إلى السيول قبل أن تأتي السيول إلى جدة، وبعيدا عن التساؤل عن غياب التخطيط عن طبيعة جدة كمدينة بحرية وكذلك التساؤل عمن أغرى الناس بمخططات تقع في بطون الأودية، فالتعامل ينبغي أن يتم مع الأمر الواقع، بحيث تتم حماية الأحياء التي تقع شرقي جدة بسلسلة من السدود لا تحمي تلك الأحياء فحسب، بل تحمي جدة بأكملها، التي لم تعد بينها وبين الجبال سهول كفيلة بتخفيف حدة اندفاع السيول، فضلا عن أن تمتص شيئا من مياهها المتدفقة.
غير أن السدود وحدها لا تكفي فقبل إنشاء السدود لا بد من التفكير الجدي في تصريف ما سوف يتجمع خلفها من أمطار وذلك لكي لا تتحول السدود إلى مصدر لخطر أشد تدميرا وأعنف تأثيرا.

الأربعاء، 2 فبراير 2011

مؤشرات الحل الجذري

عندما تحتل مشكلة السيول والأمطار التي داهمت محافظة جدة وما حولها الأربعاء الماضي أولوية متقدمة في اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال أوامره العاجلة والحاسمة التي صدرت بعد فترة وجيزة من سماعه -حفظه الله- بتعرض بعض مناطق جدة للغرق بفعل تلك الأمطار والسيول بمعرفة أسباب المشكلة وعلاجها بشكل فعّال وجذري وتقديم الخدمات والتعويضات العاجلة للمتضررين، ورصد المبالغ اللازمة للوفاء بكافة تلك الاحتياجات، فإن ذلك يدعو إلى التفاؤل والاطمئنان بأن هنالك توجهًا واضحًا لدى القيادة يعكس إرادة صلبة للتصدي لهذه المشكلة التي طالت عن سياقها الزمني، وتسخير كافة الإمكانات والجهود لحلها حلاً جذريًا ضمانًا لعدم تكرارها بما يبدد شبح الخوف والقلق الذي أصبح يعاود أهالي جدة كلّما تلبدت الأفق بالغيوم، وأبرقت السماء، ودوى صوت الرعد.
ما يلفت النظر في التعامل مع تلك المشكلة، ليس فقط العمل التطوعي الرائع الذي قام به شباب جدة، والذي وصل إلى حد القيام بتنظيف بيوت المتضررين، وإنما أيضًا ذلك التجاوب السريع والمتناغم من قبل المسؤولين في تنفيذ الأوامر والتوجيهات السامية، وهو ما تمثل في تشكيل اللجنة التي تم تكليفها على أعلى المستويات للوقوف على أرض الواقع على حجم الأضرار الناجمة عن تلك الأمطار والسيول ولتقصي الحقيقة، ومحاسبة المقصرين.
ما يدعو إلى التفاؤل باقتراب طي صفحة هذه المشكلة احتلالها الأولوية في جلسة مجلس الوزراء أمس الأول برئاسة نائب خادم الحرمين الشريفين وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبدالعزيز ، ووضعها بكل أبعادها وتبعاتها وسبل حلها في عهدة سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز من خلال اللجنة التي تم تكليفها برئاسته عقب صدور الأمر السامي مباشرة بهدف إستراتيجي واضح: حل المشكلة حلاً جذريًا يزرع السكينة والطمأنينة في نفوس أهالي جدة وما حولها.
أول مؤشرات هذا الحل جاءت أمس بالاجتماع الثاني للجنة برئاسة سمو النائب الثاني، وذلك بعد الجولة التفقدية للأحياء المتضررة والوقوف على حجم الأضرار والخسائر التي لحقت بالسكان، بما يعني أن المشكلة أصبحت الآن في عهدة رجال أكفاء يعون جيدًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويعقدون العزم على تحمّلها.

تعطل 500 صراف آلي في جدة والخسائر300 مليون

بلغت خسائر البنوك من جراء تضرر أجهزة الصرافات الآلية بسبب الأمطار والسيول في جدة وحدها مايتراوح بين 250 إلى 300 مليون ريال.

وتسببت كارثة السيول في إتلاف وضرر أكثر من 500 جهاز صراف آلي موزعة في المناطق المنكوبة في محافظة جدة، من أصل عدد تقريبي يقدر بنحو 3500 ماكينة صرف آلي في جدة وحدها، تعرض بعضها للتلف بشكل كامل وتوقف البعض الآخر عن العمل.

وقال لـ «عكاظ» أحد المسؤولين في البنوك المحلية، فضل عدم ذكر اسمه، إن العديد من أجهزة الصرف الآلي أتلفت بالكامل ومن غير الممكن إصلاحها، وتحتاج إلى استبدالها بأخرى جديدة.

وأشار إلى أن ماكينات الصرف التي أتلفت والتي تضررت بفعل السيول وارتفاع منسوب المياه تركزت في مناطق شارع فلسطين، شارع ولي العهد، جنوب جدة، ومنطقة البلد.

وذكر المصدر أن قيمة جهاز الصراف الآلي الواحد 450 ألف ريال.

يشار إلى أن عدد الصرافات الآلية في المملكة عموماً يصل 9517 صراف آلي، تتبع عشرة بنوك محلية.

ولم يبلغ إلى الآن عن أي فقدان لمبالغ مالية من الصرافات، نتيجة سرقات أو تلف بسبب الأمطار.

وأوضح أن الأربعاء الماضي حين حدثت كارثة السيول لم تكن في الصرافات مبالغ نقدية كبيرة، لأنها الفترة التي تسبق نزول الرواتب بأسبوع.

وذكر أن الحد الأقصى للمبالغ التي يمكن أن يحملها صراف آلي واحد هو مليون وستمائة ألف ريال. وعادة لا يتم تعبئة كل ماكينات الصراف بهذه الكمية من النقد إلا المناطق التي تكون عمليات استخدام الصراف فيها بنسبة عالية وأيضاً في مواسم الأعياد وموسم رمضان وخلال أيام صرف الرواتب.

وباشرت العديد من البنوك في استبدال أو إصلاح ماكينات الصرف الآلي التابعة لها في بعض المناطق التي تم معالجتها من تأثير مياه الأمطار والسيول، وبقيت نقاط أخرى كثيرة لم يتم استبدالها أو إصلاحها إلى الآن.

وحال تعطل العديد من الصرافات الآلية في العديد من المواقع دون إتمام عمليات السحوبات المالية والحوالات البنكية وتسديد الفواتير.

واصطف العشرات من المواطنين والمقيمين أمام أجهزة الصرف العاملة في بعض المواقع المحدودة.

وقال المواطن عبدالله شكر المغربي حضرت خصيصا من محافظة خليص لأجل تسديد فواتير الهاتف النقال الخاص بزوجتي، بعد أن تعطلت أجهزة الصرف هناك بفعل المطر الذي هطل أخيرا، ورغم مروري على أكثر من ثمانية أجهزة للصرف الآلي في جدة، إلا أنني وجدتها جميعها أيضا معطلة.

شروق: نمت في سيارتي .. بلال: صغار على حافة الموت

تواصل «عكاظ» من خلال الخط الساخن متابعة قصص المتضررين في سيول جدة، والتي أحالت عروس البحر الأحمر من مدينة سياحية لكثير من سكان المناطق الأخرى إلى منطقة يسكنها الرعب والفزع، الذي تمكن من قلوب سكانها وغيرهم من سكان المناطق الأخرى، حيث رصدت «عكاظ» أكثر من اتصال من خارج جدة شاطر فيه المواطنون أهالي جدة حزنهم وألمهم، وخوفهم كذلك.



ـ السيد سعيد شبانه من سكان مكة المكرمة قال: ما حصل في جدة مؤسف للغاية، لأنه تكرر للمرة الثانية وللأسف أن ما عانى منه السكان يشبه العام الماضي وربما زاد سوء بسبب وجود مدارس في هذه الفترة مما زاد القصص المأسوية، لذا اقترح أن تحدد المملكة إذاعة للبث المباشر والتوجيه مثل البلدان الأخرى ومثل ما يحدث في العاصمة الرياض حيث يتعرف المواطن على حاله الطقس وحالة الشوارع والجيد منها والمتضرر والمعلق وبالتالي يمكن للفرد تغير مساره من خلال الشوارع الغير متضررة، حيث إن الإذاعة التي تبث عن الرياض تخبر المستمع عن الشوارع التي يوجد بها حوادث فيغير مساره وأقول هذا للأسف أني لم أعرف عن أمطار جدة إلا الساعة الثامنة مساء، عندما كنت متجها من مكة إلى جدة ففوجئت بالطريق مغلقا ومن ثم انقطعت الجوالات وأمضينا فترة رعب على أقاربنا في عروس البحر الأحمر، فهذه الإذاعة سوف تساهم بشكل كبير في مساعدة المواطنين وتجنبهم كثير من الأخطار.



ـ السيدة فاطمة الغامدي من سكان مكة قالت: ما حدث في جدة مهزلة حقيقية، وأقصد بذلك تصرف مديرات المدارس الذي اقترح أن يتم التحقيق معهن بمجرد عودة المدارس لأنهن منعن المعلمات من الخروج ما ترتب عليه حجزهن في المدارس إلى اليوم الثاني، وبعضهن خاطرن وقمن بالسير إلى أن تم نقلهن عن طريق فاعلي الخير إلى منازلهن وهذه القصص ليست من نسج الخيال، بل من قريباتي المتواجدات في جدة وللأسف أنه بعد انقطاع اتصال الجوالات وإغلاق طريق مكة ــ جدة عشنا ساعات بؤس لا يعلم بها سوى الله، لا نعرف هل هن أحياء أم أموات إلى أن وصلن منازلهن وتمكنا من الاتصال بهن. ـ السيد بلال علي من سكان حي الربوة قال في مساء يوم الأربعاء ذهبت أشاهد النفق الموجود في شارع السبعين وكان هناك الدفاع المدني والشرطة والمواطنين كل يقدم خدماته بطريقة مختلفة إلا أن الجميع هدفه واحد وهو مساعدة المحتاج، وللأسف يتوجب علينا قبل أن نلقي باللوم على الدفاع المدني أو أي جهة أخرى أن نتسأل أين دور آباء وأمهات الأطفال؟! وهذا لا ينفي تقصير بعض الجهات، ولكن ما رأيته بأم عيني جعلني أبحث عن دور الوالدين وللقراء الحكم فقد رأيت طفلا في حوالي السابعة من عمره الساعة التاسعة مساء من يوم الأربعاء، ومعه مجموعة من الأطفال في نفس عمره يسير على حافة النفق الممتلئ بماء المطر ويتحرك بطريقة مستهترة ليضحك الأطفال الآخرين ولحسن الحظ أني كنت موجود وأجيد السباحة فقد زلت قدم الطفل وبدء في الغرق ففر الأطفال الآخرين وبسبب انشغال الآخرين لم يلاحظه إلا أنا فقفزت وراءه فورا وقمت بإنقاذه، وعندما اطمأنيت عليه بدأت في السؤال عن والده ففر الطفل مني؟



لذا فأنا أحوّل سؤالي للطفل عبر صفحات «عكاظ» أين والد ووالدة هذا الطفل وأمثاله؟ كيف سمح له بالخروج؟



وللأسف الشديد لو غرق الطفل كان سيقال من والديه إنه غرق بسبب المطر وليس بسبب إهمالهما له فلكي نحاسب الآخرين لابد أن نحاسب أنفسنا.



ـ الموظفة شروق قالت: أنا من سكان شمال جدة، ولكن مقر الشركة التي أعمل فيها في الجامعة كيلو خمسة، وقد خرجت أثناء المطر في حوالي الساعة الواحدة ظهرا مع سائقي في سيارتي وبسبب غزارة الأمطار لم استطيع الوصول لمنزلي فتوقفت عند أول شقق مفروشة وجدتها فأخبرني الموظف أن إيجار الليلة والواحدة 700 ريال، فأخبرته أني لا أحمل المبلغ نقدا ولكن لدي بطاقة، فأخبرني بأن الأجهزة معطلة فطلبت منه أن أظل في ساحة الاستقبال إلى أن تتمكن أسرتي من الوصول لي فرفض فلم أجد أمامي سوى الوقوف بجانب أحد الأرصفة، وأمضيت باقي اليوم في السيارة إلى الساعة العاشرة صباحا ليوم الخميس وقد وجهني الدفاع المدني بأن أدخل إلى أي عمارة، ولكني وجدت الأمان في سيارتي والحمد لله أني وصلت منزلي وأنا لم أتعرض لمكروه.



السيدة خديجة عثمان من سكان المدينة المنورة قالت بانفعال شديد، لابد من التحقيق ومعاقبة مديرات المدارس فقد حجزت ابنتي المعلمة في إحدى المدارس في جدة، حيث انتقلت مع زوجها وقد رفضت المديرة خروجهن ولم يكن أحد من الطالبات موجودات فقد أنهين الاختبار وذهبن، إلا أن المديرة تشبثت برأيها ومنعت المعلمات من الخروج وكانت هي أول من فر من المدرسة ونجت بنفسها واحتجز باقي المعلمات إلى اليوم الثاني، وبعد انقطاع الجوالات مرت الساعات وأنا أتوقع موت ابنتي وزوجها المحتجزين كل في مقر عمله؛ لذا أصر على التحقيق النزيه للمديرات

تحديد مواعيد اختبارات مدارس جدة

اعتمدت لجنة الطوارئ الموحدة لإدارتي التربية والتعليم في جدة خطة العمل الخاصة باستكمال اختبارات الفصل الدراسي الأول التي علقت قبل اكتمالها إثر أمطار وسيول جدة الأربعاء الماضي.
وجاءت الخطة التي أعدتها اللجنة التعليمية المنبثقة عن لجنة الطوارئ الموحدة لتضع تاريخا زمنيا لانعقاد الاختبارات في المرحلتين المتوسطة والثانوية عبر توقيت زمني، وبرمجة مواعيد جديدة للاختبارات التي ستبدأ اعتبارا من الأحد الموافق العاشر من ربيع الأول المقبل، أي في الأسبوع الأول من عودة الطلاب للدراسة في الفصل الأكاديمي الثاني.
وجاء الجدول على النحو الآتي:
1) المرحلة الثانوية:
ــ يبقى الجدول المعد سابقا، وترحل مواد يوم السبت 9/3/1432هـ إلى السبت الذي يليه 16/3/1432هـ.
2) المرحلة المتوسطة:
- ترحل مادة يوم السبت 9/3/1432هـ في الجدول السابق لليوم الأخير من جدول الاختبار.
- المدارس الثانوية التي تطبق نظام المقررات تستكمل اختباراتها خلال الفترة من الأحد 10/3/1432هـ إلى الأربعاء 13/3/1432هـ وفق جدول يعد لذلك.
دوام المدارس المسائية والليلية ــ المدارس المسائية يبدأ الاختبار الساعة 1 ظهرا.
ــ المدارس الليلية يبدأ الاختبار الساعة 6.30 مساء.
ــ ينطبق على المدارس المسائية والليلية تنظيم الجدول وفق ما هو مقترح للمدارس الصباحية الثانوية والمتوسطة.
ــ نظرا لتعليق اختبارات المدارس المسائية والليلية يوم الأربعاء 22/2/1432هـ، فتستمر فترة الاختبارات حتى الأحد الموافق 17/3/1432هـ.
3) دوام المدارس الابتدائية ــ اليوم الدراسي في المرحلة الابتدائية ينتظم وتسير الدراسة بشكل اعتيادي.
4) الدراسة في محافظتي رابغ وخليص ــ تنتظم الدراسة فيها اعتياديا.
5) إجراءات أخرى ــ يمكن لـ (الطالب، الطالبة) ممن تضررت مساكنهم ولم يتمكنوا من العودة لمدارسهم الاختبار في مدرسة قريبة من مقر إيوائهم، على أن يتم التحقق من شخصية الطالب أو الطالبة وصحة بياناتهم.
ــ في حالة رغبة ولي الأمر تقديم اختبار ابنه، أو ابنته في مدرسة قريبة من سكنه البديل عليه مراجعة المدرسة القريبة منه يوم السبت 9/3/1432هـ، للحصول على الجدول، على أن تراعى المواد التي لم يختبروا فيها خلال الاختبارات البديلة.
ــ على مديري ومديرات المدارس مراعاة ظروف الطلاب والطالبات، والتعامل مع الغائبين وفق لائحة الطلاب الغائبين (أصحاب الأعذار).
ــ في حالات الغياب بعذر للطلاب يضيف أسبوع الاختبار لهم حق الأسبوع الثالث بعد العودة لأداء الاختبار البديل.
ــ على مديري ومديرات المدارس يوم السبت 9/3/ 1431هـ، تنفيذ تهيئة إرشادية للطلاب والطالبات، وتوزيع جداول الاختبار، وتنفيذ حصص المراجعة على أن يصرف الطلاب والطالبات الساعة 11.
ــ إرسال رسائل هاتف محمول إلى أولياء الأمور بمواعيد الاختبارات وتنظيمها.
ــ تسليم المقررات الدراسية للطلاب والطالبات في آخر يوم من الاختبارات.
ــ يتم حصر مجموعة طلاب وطالبات الإيواء والمعلمين والمعلمات الذين تضرروا من السيول لزيارتهم والاطمئنان عليهم.

حتى لا تتكرر كارثة جدة مرة أخرى

كشفت كارثة الأربعاء في جدة .. وكارثة العام قبل الماضي عن خلل إداري كبير وعن فساد متفش في مفاصل المؤسسة الإدارية وعن تسيب واضح، وليس أدل على ذلك من وجود حالة من الارتباك داخل أمانة مدينة جدة، حيث يتضح عدم وجود رؤية شاملة وكاملة عن مستقبل هذه المدينة وغياب المسؤولية الوطنية التي تجعل من الموظف أمينا ونظيفا في ممارسة عمله .. وفي جعل هذا العمل قيمة اجتماعية تتجه لصالح الناس.
ومن هنا يأتي اهتمام القيادة متمثلة في رمز الإصلاح والتنمية خادم الحرمين الشريفين ونائبه الأمير سلطان بن عبد العزيز للاتجاه فورا إلى إعادة تأهيل مدينة جدة وإعادة بناء ما خربته الضمائر الضعيفة والنفوس المريضة والتي لم تكن على مستوى المسؤولية وما أوكلت إليها من مهمات كان عليها أن تؤديها على أكمل وجه وكما ينبغي أن تكون إخلاصا للوطن والدولة، ولعل الاجتماع الوزاري الذي ترأسه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وتفقده ميدانيا الأحياء المتضررة في جدة وحجم الأضرار التي لحقت بالأهالي واجتماعه في مقر إمارة منطقة مكة المكرمة بالمسؤولين يعني توجه القيادة إلى الخطوات الجادة والعملية لإنهاء مشكلة جدة مع الأمطار والسيول ومن خلال تقصي الحقائق وتحديد المقصرين ووضع حد لكل الممارسات الخاطئة ومعاقبة كل من ساهم في كارثة جدة، عبر صياغة رؤية مستقبلية تتم بموجبها تأهيلها حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي والكوارث حفاظا على سمعة الدولة والحرص على حماية وصيانة ممتلكات المجتمع.

الإعلان عن المتهمين بالتقصير في جدة قريبا

وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على توصيات اللجنة الوزارية المكونة بالأمر السامي الكريم رقم 4/2/م ب في 22/2/1432هـ برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وتشمل التوصيات تشكيل لجنة فرعية تحت إشراف النائب الثاني لإقرار الدراسات ومتابعة تنفيذ المشاريع، تشكيل لجان حصر الأضرار وصرف تعويضات عاجلة، تكليف استشاري أو شركة عالمية متخصصة في دراسة تصريف الأمطار والسيول بما فيها الصرف الصحي ومن ثم طرحها على الشركات المؤهلة، وتحديد الأحياء المهددة بأخطار السيول ومعالجتها خلال شهر.
وأكد الأمير نايف بن عبدالعزيز في ختام الاجتماع الوزاري الثاني أنه «سيعلن قريبا عن المتهمين بالتقصير من الجهات والأفراد والإجراءات المتخذة حيال ذلك».
مشيرا إلى أنه سيرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين ونائبه ــ حفظهما الله ــ تقرير مفصل وشامل بما اتخذ من إجراءات عاجلة جدا بخصوص توفير التعزيزات اللازمة للحد من الأضرار التي لحقت بالمواطنين والممتلكات والخدمات العامة في جدة، فضلا عن تحديد أسباب ومسببات هذا الأمر وخطوات معالجته وما يمكن القيام به تجاه إنهاء هذه المشكلة من جذورها وبشكل متكامل ومدروس على النحو الذي يحد من تكرارها مستقبلا بإذن الله تعالى.
وفيما يلي توصيات الاجتماع الثاني الوزاري:

لجنة ترسية المشاريع

تشكيل لجنة فرعية تحت إشراف صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس اللجنة الوزارية المشكلة بالأمر السامي الكريم 1214/م ب في 22/2/1432هـ، وأن تكون هذه اللجنة الفرعية برئاسة صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة وعضوية كل من صاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية، ومعالي وزير النقل، وتكون مهمتها إقرار الدراسات ومتابعة تنفيذ المشاريع.
وتفوض هذه اللجنة بترسية المشاريع والإشراف على تنفيذها وذلك استثناء من أحكام نظام المنافسات والمشتريات الحكومية.

استشاري الأمطار والسيول
تتولى اللجنة الفرعية تكليف مكتب (أو مكاتب) استشارية عالمية متخصصة في دراسة تصريف الأمطار والسيول والبنية التحتية للأحياء العشوائية، بما في ذلك ما تبقى من مشاريع الصرف الصحي في محافظة جدة.
وللجنة الفرعية الصلاحيات الكاملة لتشكيل لجان وفرق عمل والاستعانة بخبراء عالميين لمتابعة تنفيذ أعمال تصريف الأمطار ودرء أخطار السيول، ورفع تقارير دورية لصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والمشرف على هذه اللجنة.

معالجة الأحياء الــمـهــددة
تكلف اللجنة الفرعية جهة (أو جهات) استشارية متخصصة لتحديد الأحياء التي تتكرر فيها مداهمة الأمطار والسيول والعمل على معالجتها بما في ذلك نزع الملكيات على أن يبدأ العمل في ذلك بصفة عاجلة جدا وخلال شهر من تاريخه.

التعامل مع الطوارئ
أن تكون الجهات الحكومية ذات العلاقة على أهبة الاستعداد للتعامل مع الحالات الطارئة ودعم جهود الدفاع المدني بشريا وآليا وبما يضمن تقديم الأعمال الإغاثية الفورية وتوفير أماكن الإيواء والمواد الغذائية بشكل مناسب.

لـجـان حـصـر الأضـرار
تكليف الجهات المختصة بالعمل فورا على تشكيل لجان حصر الأضرار وتقدير الأضرار ليصار إلى صرف التعويضات العادلة للمتضررين بأسرع وقت ممكن.

طرح المشاريع
يتم بعد ذلك طرح المشاريع المقترحة لتصريف الأمطار ودرء أخطار السيول وفق الدراسات المقترحة أعلاه لتنفيذها من قبل عدد من شركات المقاولات العالمية المؤهلة.

(لمشاهدة المزيد من التفاصيل الرجاء الضغط هنـا)

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

10 أودية تهدد جدة بلا قنوات تصريف

حذر خبراء الجيولوجيا والمياة أن الأودية الموجودة في جدة تعتبر من الأودية النشطة هيدرولوجيا، وأن إنشاء السدود سواء كانت ترابية أو ركامية أو خرسانية أو قوسية أو جاذبية أو أي نوع آخر من السدود؛ لا تمثل الحل العلمي والمنطقي لمدينة جدة.

وقالوا لـ«عكاظ» إن الحل الوحيد العلمي والمناسب للتخلص من مشاكل السيول في جدة هو حل بسيط لا يحتاج لخبراء لا من الداخل ولا من الخارج، وإن أي حلول أخرى هي إهدار للأموال، ويكمن الحل في إنشاء قنوات تصريف رئيسة من نهاية الأحياء السكنية شرقا لجميع الأودية حتى البحر الأحمر غربا.

ورأى رئيس قسم علوم وإدارة موارد المياه ـ كلية الأرصاد والبيئة ـ جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور ناصر بن سليمان العمري أن جدة تقع في السهول الفيضانية لمجموعة من الوديان، وقد تعرضت المدينة في السنوات الأخيرة إلى سيول جارفة، وبالتحديد من عشرة أودية مهمة تقع شرق المدينة، وهي أودية تعتبر من الأودية النشطة هيدرولوجيا، حيث تنبع من ارتفاعات جبلية شاهقة متجهة إلى ساحل البحر الأحمر مهددة في طريقها ما يقابلها من المنشآت العمرانية والخدمية والبنية الأساسية، بما تحمله من كميات كبيرة من المياه وكميات هائلة من الترسبات الرملية والطينية.

وأضاف: أدى الامتداد العمراني شمالا وشرقا وجنوبا وما تبعه من تغيير في مناسيب بعض المناطق، والتعدي على مجاري الأودية، والبناء في مساراتها، بالإضافة إلى شق الشوارع الطولية والعرضية إلى تغيير في معالم الأودية الشرقية وتغيير مسارات الأودية عن مكانها الطبيعي، وانعكس ذلك في زيادة المساحات غير المنفذة للماء، مما قلل من كميات المياه المتسربة إلى داخل التربة، ومن ثم زاد في قوة مياه السيول وسرعتها ومخاطرها التدميرية، كل ذلك في ظل انعدام شبه كامل لشبكة تصريف مياه الأمطار، وشبكة صرف صحي لا تتعدى تغطيتها 15 في المائة من مساحة المدينة، وفي هذا الوضع اقترح الكثير من الحلول التي تركز على إنشاء مجموعة من السدود في بعض الوديان الشرقية، وعمل بعض قنوات التصريف، تم إنشاء بعضها وجار إنشاء البعض الآخر.

وجهة نظر

ويشير الدكتور العمري إلى أن «الحلول المطروحة ـ من وجهة نظري ـ ينقصها وضوح فلسفة الحلول المتكاملة والشاملة، بمعنى هل نهدف من الحلول إلى العلاج اللحظي فقط أم إلى العلاج الجذري والوقاية من مخاطر تلك السيول، حيث إنه في فلسفة العلاج يتم التركيز على المرض نفسه، وتقترح الكثير من الحلول التي تخفف المرض، أما فلسفة العلاج والوقاية فيتم التركيز على المريض وإعطائه العلاج ووسائل الممانعة التي تساعده على مقاومة ومكافحة المرض لاحقا، لأنه لا يمكن حماية كل مريض ولكن يمكن إيجاد بيئة صحية ترفع المقاومة وتقلل من تهديد المرض، وهكذا الشأن في معالجة السيول، فإن الكثير من الجهود والأموال تتجه نحو مواجهة مياه السيول (العلاج فقط)، والقليل جدا من الجهود يتم بذله نحو الوقاية المستقبلية، ورفع كفاءة مقاومة المدينة للسيول وآثارها».

المعالجة الصحيحة

وينوه الدكتور العمري إلى أن فلسفة المعالجة التي يتم تطبيقها حاليا غير واضحة، وهذا هو السبب الحقيقي في كثرة الخسائر واستمرارها، ولهذا فإن ما ينفق من أموال، وما يبذل من جهود، لن يحل المشكلة إذا لم يتم توجيهه بالشكل الصحيح نحو العلاج والوقاية، أما المعالجة الصحيحة للمشكلة فلن تكون بالاستجابة لها بحلول وقتية ومحدودة، ولا بد أن تصاحبها حلول استراتيجية بعيدة المدى أي أن يكون الحل قريبا وبعيد المدى في آن واحد.

الحلول الإنشائية

ويبين أن الحلول الإنشائية وحدها لا يمكن أن تحل مشكلة السيول في جدة على المدى البعيد، فهناك العديد من الحلول غير الإنشائية التي تكفل ضمان وفعالية الحلول الإنشائية، وهي في الحقيقة حلول تأمينية وتكاملية شاملة أي أنها حلول متكاملة وذات أبعاد هندسية وتخطيطية وقانونية وتشريعية وإدارية، فوضوح فلسفة الحل يحدد مساحة الممكن وغير الممكن من التدابير والحلول، كما أنه يحدد نوعية مدى تكاملية الحلول وتنوعها وشموليتها، وهذا ما يجب الاتفاق عليه أولا مهما كانت تكلفته المادية وآثاره الاجتماعية حاليا، ولكنها على المدى الطويل ستكون ذات مردود إيجابي ماديا واجتماعيا.

المدى الطويل

الدكتور العمري يؤكد أن الحلول على المدى الطويل تتطلب، عمل شبكة تصريف أمطار في جميع شوارع جدة، إعادة رصف شوارع جدة بحيث تصرف مياه الأمطار داخل شبكة التصريف، عمل سدود لحماية جدة من جهة الأودية شرق المدينة مع عمل قنوات تصريف المياه الخارجة من السدود والمفيض منها إلى قنوات تصريف نوجهها إلى البحر، دراسة أنظمة التصريف الطبيعية لجميع مجاري الأودية الواقعة شرق جدة باستخدام الصور الجوية والفضائية والخرائط الطبوغرافية قبل وبعد الامتداد العمراني، إعداد خرائط وأشكال ثلاثية الأبعاد توضح المظاهر الطبيعية والمناطق الخطرة المعرضة لأخطار السيول، عمل نمذجة السيول باستخدام برامج الكمبيوتر الهيدرولوجية بهدف التنبؤ بقيمة ذروة التصرف وشكل المنحنى المائي للسيل الذي يعتبر حجر الأساس لكل تصميم هيدروليكي وإنشائي يهدف إلى الحد من مخاطر السيول، عمل قنوات تحويل لمجرى السيل بحيث يستوعب المجرى أقصى تدفق للسيل تهدف هذه القنوات إلى توجية السيول إلى أماكن آمنة لا تسبب أي مخاطر على المنشآت القائمة والأرواح، واستخدام التقنيات الحديثة والبرامج لتحديد أنماط الطقس لعدة أيام مقبلة قد تصل إلى أسبوع وقد تصل هذه التنبؤات الدقيقة إلى عشرة أيام مما يساعد على الاستعداد في السيطرة على إدارة الأزمات إن حدثت.

التغير المناخي

وفي سياق متصل، يقول أستاذ الجيوكيمياء في كلية علوم الأرض في جامعة الملك عبد العزيز البروفيسور عبدالعزيز عبد الملك رادين: أتذكر أنه قبل عشر سنوات أشرت إلى أن الطقس في المملكة سوف يتغير، وذلك بسبب انحراف المجال المغناطيسي للأرض، وهي حقائق علمية منشورة في المجلات العلمية المتخصصة، وحذرت أن هذا التغير سيكون مصحوبا بتغير في معدل هطول الأمطار، وهذا يقتضي عملا سريعا بتنفيذ شبكة تصريف مياه السيول في المدن التي تمر بعمرانها أودية قديمة جفت بسبب عدم هطول الأمطار لسنوات طويلة.

شبكة تصريف

وأضاف «اقترحت عمل شبكة لتصريف مياه هذه الأودية إذا هطلت الأمطار وتصريفها مباشرة إلى البحر، كما اقترحت مسبقا منع البناء أو التخطيط للبناء أو إنشاء أي مرافق حيوية على مخارج هذه الأودية، ونبهت إلى أنه في حالة عدم معرفة الجهات المعنية بمخارج هذه السيول وخصوصا في مكة المكرمة وجدة أن يرجعوا إلى الخرائط الجوية التي تغطي هذه المنطقة، والتي صورت بواسطة البعثة الجيولوجية الأمريكية التي كانت تعمل في المملكة وذلك عام 1956م، وكانت هذه الصور تبين مسارات ومصاب هذه الأودية الرئيسة التي كانت تحيط بمكة وجدة قبل أن ينشأ عليها العمران الحالي».

حلول مكلفة

وأشار إلى أنه لو تم الأخذ بهذه الآراء العلمية في ذلك الوقت لتفادينا كثيرا من هذه المتاعب التي سببتها السيول والأمطار في جدة، فبدلا من أن نمنع البناء في مجاري السيول ومصابها بدأنا الآن نبحث عن حلول أكثر تكلفة وأقل أمانا؛ وهو التوجه إلى بناء السدود في بدايات هذه الأودية حتى نمنع دخول مياه السيول إلى هذه المدن وتخريبها كما هو وارد الآن.

الحلول العلمية

البروفيسور رادين قال: اتفق تماما مع الحلول التي تقترحها الآن المساحة الجيولوجية وهي البدء ببناء السدود ومجار خاصة لتصريف مياه السيول إلى البحر مباشرة، وتسريع مشاريع الصرف الصحي وامتداداتها مهما كلفت ميزانياتها، وإصدار نظام يمنع منعا باتا البناء سواء مساكن أو منشآت مخططات سكنية في مجاري الأودية.

رادين أكد أنه في حالة عدم تنفيذ كل هذه الاقتراحات سوف تتكرر هذه الكوارث بصورة أو أخرى.

أودية الشرق

ويقول استشاري المياه المهندس الدكتور حمود بن مطر الثبيتي: قبل أن أتناول النواحي الهندسية والهيدرولوجية والهيدروجيولوجية فيما يخص محافظة جدة وسيولها ووضع الحلول والمقترحات لها، أذكر هنا حادثة وقعت قديما؛ حيث أتى شخصان يختصمان أمام قاض في قطعة أرض كل منهما يدعي أنها له، وكان قاضيا حكيما ومهندسا فطلب منهما الوقوف على هذه الأرض برفقتهما فلما وقف على الأرض التفت إليهما وقال: معكما خصم ثالث لا يمكنني أن أحكم بينكما وهو غير موجود، فأقسم الخصمان بأغلظ الأيمان أنه لا يوجد ثالث لهما وأنهما الوحيدان المتنازعان على هذه الأرض، فقال لهما ستريانه بعد ستة أشهر انتظراه وسيأتيكما، وبعد ستة أشهر أتت أمطار وسيول على ذلك الموقع المتنازع عليه، وقال للخصمين ألم أقل لكما إن هناك خصما ثالثا لكما، إن الأرض للسيول وليست لكما، إنها مجرى واد وستجري السيول مع مجاريها مهما تخاصمتما ومهما أنشأتما من منشآت.

وأضاف المهندس الدكتور الثبيتي: كما هو معروف للجميع فإن هناك عدة أودية تعبر من شرق مدينة جدة مرورا بالمدينة حتى تصب في البحر الأحمر، وذلك بحكم الميول الطبوغرافية حالها كحال بقية أودية تهامة الأخرى التي لم نر فيها آثار دمار وتخريب ولم تتسبب في إزهاق أرواح وتدمير ممتلكات.

فكرة السدود

ويواصل المهندس الثبيتي: سقطت أمطار العام الماضي على مدينة جدة، وتسببت في إزهاق أرواح وتدمير ممتلكات، وشكلت لجان لوضع حلول ومقترحات لهذه السيول وتنفيذ هذه الحلول والمقترحات فورا، أنا شخصيا لم أشارك في هذه اللجان ولم أطلع حتى على مقترحاتها وحلولها التي اقترحتها، ولكن مما رشح لي من هذه المقترحات أخيرا هو إنشاء سدود في أعالي الأودية التي تصب مياهها في مدينة جدة وتكون سدود حماية لجدة.

حماية المدن

ويستطرد: بحكم أنني مع الصدفة أحمل درجة الماجستير في اختيار مواقع السدود وتحديد أفضل أنواعها ووضع تصاميمها الأولية لا أوافق إطلاقا على هذا مثل هذا الحل، وأرى أن مثل هذا الحل قد يتسبب في كارثة كبيرة على جدة أكبر هولا مما لو لم تنشأ هذه السدود، حيث أنشئ بالفعل سد ترابي في أم الخير، وعادة السدود الترابية لا تنشأ لأغراض حماية المدن أو المجمعات السكانية الأخرى، ولكن ممكن أن تكون سدودا تحويلية وهي التي تغير مجرى السيول من واد لآخر وهذا السد لم يكون تحويليا بل كان لغرض الحماية.

شبكات تصريف

ويأخذ المهندس الثبيتي جانب الحلول فيقول: لا أرى أن إنشاء سدود حماية لمدينة جدة سواء كانت ترابية أو ركامية أو خرسانية أو قوسية أو جاذبية أو أي نوع آخر من السدود هو الحل العلمي والمنطقي لمدينة جدة، وذلك لعدة أسباب من أهمها:

أولا؛ السدود تتعرض للانهيار، إما بسبب غزارة تدفق المياه أو بسبب الزلازل، أو بسبب جذور النباتات، أو حتى بسبب الحيوانات القارضة، والحيوانات القارضة يكون تأثيرها واضحا في السدود الترابية حتى أنها تتسبب في ضعف هذه السيول وتعرضها للانهيار وقت تساقط الأمطار.

ويتطرق المهندس الثبيتي إلى السبب الثاني قائلا: كما هو معروف في السدود ما يسمى بالمفيض Spillway وهو المخرج الذي تخرج منه مياه السد المحصورة خلفه حينما يمتلئ السد «وأظن أنه لم يكن موجودا في سد أم الخير»، فلا بد أن يكون لكل سد مفيض لخروج المياه الزائدة منه، ولنفرض أن اليوم أتت أمطار وسيول وامتلأ خزان السد كاملا بالمياه وأتت غدا أو بعد شهر سيول وأمطار أخرى ستذهب مع مفيض السد، ويصبح السد في هذه الحالة لا قيمة له وسيتسبب في كوارث ومآس في المدينة.

المهندس الثبيتي يؤكد أن الحل الوحيد العلمي والمناسب للتخلص من مشاكل سيول مدينة جدة هو حل بسيط لا يحتاج لخبراء لا من الداخل ولا من الخارج، وأي حلول أخرى هي عبث وإهدار للأموال، وصحيح أن الحل مكلف ولكنه الأفضل لمواجهة المعاناة، لهذا يجب أن تنشأ قنوات تصريف رئيسة من نهاية الأحياء السكنية شرقا لجميع الأودية حتى البحر الأحمر غربا، بعد أن تقدر ذروات تدفق المياه بشكل علمي وصحيح، ويوضع عامل أمان لهذه الذروات في جميع الأودية، وتصمم بعد ذلك هذه القنوات بحيث يراعى عرضها وارتفاعها بما يتلاءم مع ذروات تدفق المياه، ويتم إنشاؤها فورا ابتداء بالأودية التي تشكل خطرا، وتربط هذه القنوات الرئيسة بقنوات فرعية من الأحياء السكنية، تصب مياهها في النهاية في البحر الأحمر.

التطوع من الإنترنت إلى الأحياء المتضررة

تشكلت فرق تطوعية شبابية من الجنسين عبر موقع التواصل الاجتماعي Facebook وهي تجوب المواقع المتضررة منذ أمطار الأربعاء الثاني، لتقديم يد العون والمساعدة. ومن تلك الفرق الشبابية «مجموعة الرحمة» المتكون من 600 متطوعة ومتطوع.
عن طريقة عمل الفريق تقول رئيسة المجموعة علية الهادي «لدينا تجربة في كارثة أربعاء ذي الحجة، والفارق بين التجربتين أن المشاركة هذه المرة تأتي أكثر وعيا وإدراكا لثقافة التطوع». وحول آلية عمل الفريق أوضحت الهادي «مجموعة الرحمة تنقسم إلى ثلاث مجموعات، الأولى تعمل ميدانيا في الأحياء المتضررة من خلال توفيرهم لسيارات الدفع الرباعي لنقل السكان المتضررين من أحياء السامر والبغدادية والمجموعة الثانية فرقة إغاثية بالتعاون مع الغرفة التجارية في مركز المعارض ودورها توصيل الإغاثة إلى الجمعيات الخيرية بمعدل 50 كرتونا في كل عملية توصيل للمواد الغذائية ومستلزمات النظافة، فيما تعمل المجموعة الثالثة من الفريق بمجهودات مشتركة مع جمعية البيئة السعودية عبر عمل بيئي ميداني ودورهم يتمثل في إزالة مخلفات الأمطار والسيول، وذلك من خلال تأمين أجهزة شفط المياه وتأمين أدوات النظافة».
وترى الهادي، أن العمل التطوعي بحاجة لمظلة رسمية.
وعن كيفية معرفة الجهات الحكومية والخاصة بالفرق التطوعية أشارت علية الهادي، أن تواجدهم على الفيس بوك يعد همزة الوصل بين الفرق التطوعية وبين قطاعات العمل، وتؤكد أن وجود مظلة دائمة رسمية للمتطوعين كفيلة بتنظيم العمل التطوعي وسهولة التواصل مع خدمات المتطوعين.
ومن جانبه، يقترح هيثم قاري أحد المشرفين في فريق إنقاذ جدة، ضرورة وجود وزارة تعنى بالتطوع والمتطوعين تعمل على تدريبهم ورفع أدائهم التطوعي لترسيخ ثقافة تعامل المتطوع مع الأزمات، وخصوصا في العمل الميداني.
وترى المتطوعة في مركز المعارض ضحى صبان، ضرورة إيجاد نظام موحد في آلية العمل حتى لا يصدر أكثر من قرار في اليوم الواحد للعمل، خاصة أن هناك متطوعين حديثي التجربة لاتتوفر لديهم خلفية عن آلية وتنظيم العمل.
وبدوره، يؤيد الرأي السابق عضو فريق إنقاذ جدة عامر أحمد أهمية توفر مؤسسة حكومية دائمة تتوفر لديها قاعدة بيانات عن المتطوعات والمتطوعين، إضافة لضرورة أن يكون للمتطوع بطاقة تحمل ميزات لتشجيع الشباب على الانتماء

كابوس السيول يؤرق العائدين من الموت

احتار سكان العروس في تفسير رؤيا مطر الأربعاء، فأجمع الخائفون أن ماحدث كابوس مخيف أرهق العقول ورسم الألم في النفوس، وأيضا أجمعوا على أن الهروب من الواقع والمكان خير وسيلة لنسيان ساعة ألم أمطرت فيها السماء فغرقت الأرض.
يروي سكان أحياء جدة أن أولى قطرات المطر لم تكن سوى فرحة دغدغت مشاعر الأطفال فألهبت مشاعرهم للتراقص تحته، وما إن تعالت ضحكاتهم حتى تحول إلى وحش مفترس هتك فرحتهم وأرهق طفولتهم.
يقول ماجد المطيري من سكان حي بني مالك المتاخم لشارع فلسطين المكان المصنف بأنه صاحب نصيب كبير من الضرر «أبي متزوج من ثلاث نساء وعدد أفراد أسرتنا 24 شخصا، ونسكن في بيت شعبي مكون من ثلاثة أجزاء كل أسرة تسكن في جزء».
وزاد «داهمتنا أمطار الأربعاء ولم نكن نتوقع خطورة الوضع، فالأطفال فرحوا وكانوا يلعبون تغمرهم الفرحة، ولكن بعد وقت قصير بدأ الخوف يتسلل إلينا، وبدأت الأمطار تدخل المنزل من كل مكان من السقف والنوافذ حتى أخذت المياه في الارتفاع، وبدأت أجزاء من المنزل تتصدع، وعلى الفور جمعنا أنفسنا وتركنا المنزل متجهين إلى بيت أحد أقاربنا».
وأضاف المطيري «بعد أن أقلعت السماء عدنا إلى منزلنا فوجدناه غارقا في الماء، فالمياه وصل ارتفاعها إلى ما يقارب المتر، ولم يكن أمامنا سوى الذهاب إلى الدفاع المدني وعلى الفور تم تسكيننا في شقق مفروشة لحين عودة الحياة إلى طبيعتها».
من جهتها، وصفت خديجة العرياني المقيمة في حي الجامعة الحال أثناء سقوط المطر قائلة «داهمتنا الأمطار ودخلت من كل مكان في المنزل من السقف والنوافذ، كانت تتدفق بشكل مخيف، ما جعلنا أنا وأختي كل منا تحمل طفلا وحاولنا الهرب إلى منزل والدنا».
وأشارت العرياني إلى أن المطر لم يمهلهم طويلا، إذ إن سقف المنزل انهار على رؤوسهم لكن الله أنجاهم وكتب لهم عمرا جديدا.
وأوضحت المتطوعة سحر بحراوي التي تعمل تحت مظلة جمعية البر أنها أخذت على نفسها عهدا بإغاثة المهجرين عن طريق حصر أعداد حالات أصحاب مرضى الضغط والسكر الذين لم تمكنوا من أخذ أدويتهم من بيوتهم بسبب الدمار الذي لحق بهذه البيوت، كذلك الأطفال الذين لديهم أزمات صدرية أو إسهال بسبب التلوث. تقول «من يحتاج إغاثة طارئة نذهب به إلى المستوصفات، ومن أراد العلاج لأمراض مزمنة صرفناه لهم، وهذا الدور قمنا به في العام الماضي وتمت مساعدة الكثير، ونتمنى أن نقدم المساعدة لكل من تضرر من سيل الأربعاء».
أما أسرة عبد الله الشرعبي المكونة من أربعة أفراد (من سكان الشرفية) فقد احتجزوا داخل المنزل والمياه تغمرهم لمدة يوم كامل، في ظل انقطاع الكهرباء بسبب الأمطار، ولم يتم إنقاذهم إلا في اليوم الثاني عن طريق قوارب الدفاع المدني الذي ذهب بهم إلى مقره، ومن ثم وفر لهم مأوى في شقة مفروشة.
وفي مشهد آخر يمثل الرعب، تقول حده حسن عبيد «من شدة الأمطار احترقت علبة الكهرباء الخارجية للعمارة وأصبح الشرر يتطاير وشعرنا برعب وخرجنا مذعورين من المنزل، وجلسنا في الشارع لفترة طويلة حتى تم تأمين سكن لنا، لحين إصلاح ما أفسده المطر».
من جهتها، أوضحت أم عبد الله (تشادية الجنسية) أنها وأفراد أسرتها العشرة فقدوا كل الأوراق التي تثبت هوياتهم فأخذها السيل برفقته تاركا إياهم في المصير المجهول.
من جهته، أوضح مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبد الله جداوي أنه في حالات الطوارئ أجبر الناس على الخروج من مساكنهم لصعوبة العيش فيها لسبب أو لآخر.
وأضاف العميد الجداوي أن الدفاع المدني يتولى عملية إيواء المتضررين في مراكز إيواء (شقق مفروشة)، وإيواؤهم يتم بتنسيق بين الدفاع المدني ووزارة المالية، وهناك قوائم نأخذها من هيئة السياحة بأماكن الشقق المفروشة ونحول عليها المتضررين، ونترك حرية الخيار في السكن للمتضرر نفسه فهو الذي يختار المكان والسكن

سيول جدة تجرف ملياراً من جيوب المواطنين

تصدرت السيارات قائمة الخسائر، بقيمة تقدر بحوالي 225 مليون ريال، فيما تصدرت المباني المدرسية التابعة لوزارة التربية والتعليم بشقيها (البنين والبنات) المركز الأول بين القطاعات الحكومية الأكثر تضررا، جاءت موزعة بين ستة أحياء، ومنها مدرسة للبنات تقع في حي النخيل لم تعد صالحة للعملية التعليمية.

وبرزت الورش الصناعية ولاسيما ورش إصلاح السيارات، والأوناش، وصهاريج المياه كأول المستفيدين، الذين حققوا أرباحا تصل إلى 300 في المائة، مقارنة بالأيام الاعتيادية، حيث قفز سعر صهريج المياه إلى 700 ريال، والونش إلى 500 ريال في اليومين الأولين من وقوع الكارثة.

وقدرت الأوساط التجارية إجمالي الخسائر في القطاع الخاص بأكثر من مليار ريال، احتل قطاع السيارات المركز الأول.

وكانت المركبات ذات الصنع الإلكتروني الأكثر تضررا، حيث قدر المتعاملون عدد السيارات التي تعرضت للتلف بأكثر من خمسة آلاف سيارة، يبلغ متوسط سعر المركبة الواحدة 45 ألف ريال.

وجاء قطاع الأثاث في المركز الثاني، تلاه المستودعات، ثم مستلزمات الاتصالات والتقنية، وجاءت المحال التجارية التي تتخذ من شارع فلسطين مقرا لها، الأكثر ضررا.

وأبدى التجار تخوفهم من اختلاط المواد البترولية مع مياه السيول، ما قد يسبب أعطالا مستقبلية للمركبات.

من جهته، قدرت مصادر تعليمية عدد المدارس التي لحقت بها أضرار تفوق 80 مدرسة (بنين وبنات) تبلغ تكاليف إعادة إصلاح هذه المدارس بحوالي مليوني ريال، بمعدل متوسط 25 ألف ريال لكل مدرسة.

وأشارت المصادر إلى أن أغلب المدارس المتضررة موزعة بين أحياء النخيل والتوفيق والسامر والنسيم والشرفية والرويس، مبينا أن التكاليف سوف يتم إنفاقها على إزالة الطمي وإعادة الواجهات والأسوار وطلائها من جديد، فيما سيتم البحث عن مبان جديدة للمدارس التي لحقت بها أضرار فادحة، تجعل من الصعب استئناف الدراسة داخلها في الفصل الدراسي الثاني.

وتوقع أصحاب المحال التجارية أن تشهد الأسعار ارتفاعا في سوق الأثاث، وكذلك مغاسل السيارات. وأشاروا إلى أن مغاسل السيارات شهدت إقبالا في اليومين الماضيين، وارتفعت أسعار غسيل السيارة الواحدة من 20 ريالا إلى 150 ريالا، وارتفاع سعر قطعة الكنب المكون من خمس قطع من سعر ثلاثة آلاف ريال إلى 3500 ريال، والأجهزة الكهربائية ارتفع سعر الثلاجة 23 قدما من 4460ريالا إلى 5200 ريال، وفريزر 12 قدما من 1950 إلى 2100 ريال، والغسالة 10 كيلو من 2350 ريالا إلى 2500 ريال.

وبين مواطنون تعرض أثاث منازلهم للتلف أنهم رصدوا ما بين 20 إلى 30 ألف ريال، لشراء المستلزمات الضرورية التي تعرضت للغرق.

وجاء سكان المنطقة الواقعة شرق الخط السريع أكثر المناطق تضررا من جراء السيول.

أطلقنا 11 إنذارا بالأمطار قبل كارثة الأربعاء

أكد الدكتور عبدالله الجازع مدير المركز الأقليمي للأرصاد وحماية البيئة في منطقة مكة المكرمة، أن الـ 11 إنذارا التي ارسلت إلى مختلف الجهات الحكومية في محافظة جدة ضمن بروتوكول عمل الأرصاد الذي أقره سمو النائب الثاني حيث يتم إبلاغ الجهات بالأحوال الجوية المتوقعة ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام وقبل ستة ساعات من وقوع الحدث وأن هناك عشرة مراكز إنذار مبكر على مستوى المملكة لرصد أي توقعات جوية.

ومن جهته كشف لـ «عكاظ» مدير الإدارة العامة للتحاليل والتوقعات في هيئة الأرصاد وحماية البيئة شاهر الحازمي، أن الهيئة أحاطت الجهات المعنية باقتراب السحب الرعدية الممطرة من خلال 11 تحذيرا أصدرتها قبل هطول أمطار الأربعاء بـ 5 أيام، كان آخرها قبيل الكارثة بست ساعات. وبين أن الهيئة خاطبت الجهات المعنية في الدفاع المدني، وأحاطتها بالتوقعات كاملة، مع إضافة تأكيدات للمواقع التي ستشهد هطول السحب الرعدية، وكثافة السيول في جدة على الصفحة الإلكترونية للأرصاد. في ذات السياق لفت مدير إدارة الورديات في هيئة الأرصاد خالد قاسم، إلى أن رادارات المراقبة تعمل بنظام متطور يمكن أجهزة الرصد من خلاله متابعة حركة السحب على بعد 200 كم قبل وصولها للمناطق المتوقع هطولها عليها.

وبين قاسم أنه بإمكان وحدة الرادارات والأقمار الصناعية، تحديد المواقع التي ستشهد غزارة للأمطار والتي تقع ضمن نطاق الخطر، مشيرا إلى أن الوحدة تعمل على تقارير شاملة عن الحالة الجوية والتوقعات خلال 72 ساعة

لماذا غرقت جدة مرتين في 14 شهراً ؟

لماذا غرقت جدة مرتين في عامين؟، سؤال لا يحتاج إلى مثابرة للإجابة عليه، فالمدينة الكبيرة التي تمتد على مساحة 470 كيلومترلماذا غرقت جدة مرتين في عامين؟، سؤال لا يحتاج إلى مثابرة للإجابة عليه، فالمدينة الكبيرة التي تمتد على مساحة 470 كيلومترا مربعا تخلو 70 في المائة من أحيائها من مشاريع لتصريف قطرات المطر ومياه السيول، كما أن 37 في المائة من هذه الأحياء أنشئت بطريقة غير نظامية تحت جنح الظلام، حتى أضحت واحدة من أكبر مدن العالم عشوائية وتهالكا في بنيتها التحتية.
جولة سريعة على أحياء شرق جدة تكشف لك حجم التناقضات، حيث تفترش المخططات بطون الأودية، وتنتصب عشرات العمائر السكنية وسط مجاري السيول، في ظل غياب واضح لأداء الأمانة وصمت لجان المراقبة والبلديات الفرعية.
يشق جدة من شرقها ـ حيث مناطق الغرق ـ حتى ضفاف البحر غربا خمسة أودية شهيرة هي الأكثر خطورة، ثبت تاريخيا أنها تشكل هاجسا وخطرا داهما على الإنسان والمكان. ورغم تكرر الفواجع منذ عشرات السنين وآخرها ما حدث في سيول عام 1430هـ، إلا أن الأمانة لم تضع في حسبانها مخططا يدرأ عن سكان المدينة الساحلية خطر الكوارث، وما تم إنشاؤه من مشاريع بحسب المختصين في علوم تخطيط المدن لا يتجاوز معالجات آنية لا تدرأ عن المدينة الخطر الداهم.
يلخص رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب حاجة جدة من مشاريع تصريف مياه السيول والأمطار قائلا «المدينة في حاجة إلى ثمانية سدود تمتد من حي قويزة في جنوب جدة إلى الشمال من جهة الشرق، هذه هي خلاصة الدراسات التي نفذها خبراء ومختصون على درجة عالية من المسؤولية والتأهيل».
وزاد «حصرنا مكامن الخطر، وحلقنا في الطائرات ووجدنا أن مدينة جدة تحيط بها من جهة الشرق جبال وتشقها أودية، ولهذا لا بد من تنفيذ مشاريع تدرأ الخطر عن المدينة الساحلية».
يجزم الدكتور محمد دوعان الأستاذ المشارك في قسم الجغرافيا في جامعة جدة أن بعض الأحياء التي أنشئت شيدت في بطون أودية وهذا هو مكمن الخطر، ويضيف «تحاصر جدة ثلاثة أودية خطرة هي بني مالك، مريخ، غليل ولهذا لا بد من معالجات تنطق من خطط تستوعب الثوابت والهواجس والأمور المقلقة».
تشير خطط أمانة جدة التي أعلنتها لحصر وإعداد مخططات تفصيلية لمجاري الأودية إلى أنه تم تقسيم المدينة إلى ثلاثة مربعات، الأول شرق الخط السريع وتضمن 70 مخططا تم الانتهاء من الدراسة بشأنها، والثاني شمال جدة تتضمن 141 مخططا جار العمل فيها وستستغرق تم الانتهاء منها بنهاية شهر ذي الحجة، فيما تقع المرحلة الثالثة في جنوب جدة وتحوي 48 مخططا انطلق العمل فيها خلال شهر محرم.
وتؤكد الأمانة أن هيئة المساحة الجيولوجية نفذت الدراسات الخاصة بتحديد حرم مجاري السيول وتسليم خريطة مجاري الأودية لـ«الأمانة» طبقا لما انتهت إليه الدراسة التي أعدتها بالتعاون من جامعة الملك عبد العزيز للأودية الثلاثة.
وبحسب الدراسة، فإن الرأي استقر إلى تقليص عرض مجاري السيول من 500 م إلى ثلاث فئات بعروض تتراوح بين 200م للأودية الرئيسة، و100 للأودية الثانوية، و50م للأودية الأولية، ما أدى إلى تقليص عدد المخططات المتقاطعة مع العروض الجديدة.
وأفضت الدراسات التي تناقش لدى إدارة تخطيط مدينة جدة في الأمانة إلى أنه تم رصد نحو 70 مخططا في حاجة إلى شق قنوات لتصريف السيول.
المهندس محمد الشريف (ماجستير في تخطيط المدن) يؤكد أن جدة في حاجة إلى رؤية مستقبلية، يمكن خلقها إما بالاستعانة ببيوت خبرة محلية، أو من خلال التعاون مع شركات عالمية لديها الدراية الكافية بهذا الشأن، ويضيف «من المقومات الأساسية لإنشاء أي مخطط، وهو ما يعرف هندسيا بالنواة الأولى في المدينة تخطيط مشاريع تصريف السيول، إلى جانب تأمين بنية تحتية تلبي كل الاحتياجات، المستقبلية من مياه وصرف صحي وتمديدات شاملة لكل شيء، كهرباء هاتف وغيرها».
ويوصي بأن يتم تشريح المدينة إلى مربعات وفق المناسيب والارتفاعات، بحيث يتم شق قنوات تصريف مياه السيول والأمطار على هيئة صناديق خرسانية واسعة وعريضة يمكن أن تعبر في داخلها مركبة لإجراء أعمال النظافة والصيانة الدورية، ويمكن الوصول إليها من جميع النقاط، هذا هو المعمول به عالميا، وهذا ما ينفذ في كثير من المدن التي تشهد أمطارا غزيرة.
من جهته، يجزم مسؤول رفيع سبق له العمل في أمانة جدة أنه لا توجد دراسات استراتيجية تحدد مستقبل مدينة جدة، مؤكدا أن المدينة التي يزيد عدد سكانها على 4 ملايين نسمة وتمثل بوابة اقتصادية للمملكة لا يوجد مخطط مستقبلي تفصيلي لها، وأضاف «انشغلت الأمانة مع الأسف بقضايا تجميل المدينة، وإزالة العشوائيات، وتحسين الشوارع، وتناست أهم مشروع استراتيجي في البنية التحتية وهو مشروع تصريف السيول».
وكيل أمانة جدة للتعمير والمشاريع المهندس علوي سميط، أكد تخصيص مبلغ 100 مليون ريال لإنشاء سد وادي قوس، والمكون من ثلاثة سدود لحماية أحياء الصواعد والحرازات والجامعة إضافة إلى المساعد.
وبين سميط أن الأمانة وبالتنسيق مع هيئة المساحة الجيولوجية أعدت دراسة تفصيلية عن السدود في المدينة، وذلك ضمن الحلول العاجلة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين واللجنة المكلفة، وأضاف في تصريح سابق هناك نتائج ستعلن قريبا عن سد وادي غليل ووادي مثوب، وهي تحت الدراسة، إضافة إلى أنه تم تخصيص مبلغ 30 مليون ريال لمشروع دراسة الأودية من جنوب الحدود الإدارية لجدة إلى شمالها، وتشمل الدراسة كل السدود المتبقية.
ا مربعا تخلو 70 في المائة من أحيائها من مشاريع لتصريف قطرات المطر ومياه السيول، كما أن 37 في المائة من هذه الأحياء أنشئت بطريقة غير نظامية تحت جنح الظلام، حتى أضحت واحدة من أكبر مدن العالم عشوائية وتهالكا في بنيتها التحتية.
جولة سريعة على أحياء شرق جدة تكشف لك حجم التناقضات، حيث تفترش المخططات بطون الأودية، وتنتصب عشرات العمائر السكنية وسط مجاري السيول، في ظل غياب واضح لأداء الأمانة وصمت لجان المراقبة والبلديات الفرعية.
يشق جدة من شرقها ـ حيث مناطق الغرق ـ حتى ضفاف البحر غربا خمسة أودية شهيرة هي الأكثر خطورة، ثبت تاريخيا أنها تشكل هاجسا وخطرا داهما على الإنسان والمكان. ورغم تكرر الفواجع منذ عشرات السنين وآخرها ما حدث في سيول عام 1430هـ، إلا أن الأمانة لم تضع في حسبانها مخططا يدرأ عن سكان المدينة الساحلية خطر الكوارث، وما تم إنشاؤه من مشاريع بحسب المختصين في علوم تخطيط المدن لا يتجاوز معالجات آنية لا تدرأ عن المدينة الخطر الداهم.
يلخص رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب حاجة جدة من مشاريع تصريف مياه السيول والأمطار قائلا «المدينة في حاجة إلى ثمانية سدود تمتد من حي قويزة في جنوب جدة إلى الشمال من جهة الشرق، هذه هي خلاصة الدراسات التي نفذها خبراء ومختصون على درجة عالية من المسؤولية والتأهيل».
وزاد «حصرنا مكامن الخطر، وحلقنا في الطائرات ووجدنا أن مدينة جدة تحيط بها من جهة الشرق جبال وتشقها أودية، ولهذا لا بد من تنفيذ مشاريع تدرأ الخطر عن المدينة الساحلية».
يجزم الدكتور محمد دوعان الأستاذ المشارك في قسم الجغرافيا في جامعة جدة أن بعض الأحياء التي أنشئت شيدت في بطون أودية وهذا هو مكمن الخطر، ويضيف «تحاصر جدة ثلاثة أودية خطرة هي بني مالك، مريخ، غليل ولهذا لا بد من معالجات تنطق من خطط تستوعب الثوابت والهواجس والأمور المقلقة».
تشير خطط أمانة جدة التي أعلنتها لحصر وإعداد مخططات تفصيلية لمجاري الأودية إلى أنه تم تقسيم المدينة إلى ثلاثة مربعات، الأول شرق الخط السريع وتضمن 70 مخططا تم الانتهاء من الدراسة بشأنها، والثاني شمال جدة تتضمن 141 مخططا جار العمل فيها وستستغرق تم الانتهاء منها بنهاية شهر ذي الحجة، فيما تقع المرحلة الثالثة في جنوب جدة وتحوي 48 مخططا انطلق العمل فيها خلال شهر محرم.
وتؤكد الأمانة أن هيئة المساحة الجيولوجية نفذت الدراسات الخاصة بتحديد حرم مجاري السيول وتسليم خريطة مجاري الأودية لـ«الأمانة» طبقا لما انتهت إليه الدراسة التي أعدتها بالتعاون من جامعة الملك عبد العزيز للأودية الثلاثة.
وبحسب الدراسة، فإن الرأي استقر إلى تقليص عرض مجاري السيول من 500 م إلى ثلاث فئات بعروض تتراوح بين 200م للأودية الرئيسة، و100 للأودية الثانوية، و50م للأودية الأولية، ما أدى إلى تقليص عدد المخططات المتقاطعة مع العروض الجديدة.
وأفضت الدراسات التي تناقش لدى إدارة تخطيط مدينة جدة في الأمانة إلى أنه تم رصد نحو 70 مخططا في حاجة إلى شق قنوات لتصريف السيول.
المهندس محمد الشريف (ماجستير في تخطيط المدن) يؤكد أن جدة في حاجة إلى رؤية مستقبلية، يمكن خلقها إما بالاستعانة ببيوت خبرة محلية، أو من خلال التعاون مع شركات عالمية لديها الدراية الكافية بهذا الشأن، ويضيف «من المقومات الأساسية لإنشاء أي مخطط، وهو ما يعرف هندسيا بالنواة الأولى في المدينة تخطيط مشاريع تصريف السيول، إلى جانب تأمين بنية تحتية تلبي كل الاحتياجات، المستقبلية من مياه وصرف صحي وتمديدات شاملة لكل شيء، كهرباء هاتف وغيرها».
ويوصي بأن يتم تشريح المدينة إلى مربعات وفق المناسيب والارتفاعات، بحيث يتم شق قنوات تصريف مياه السيول والأمطار على هيئة صناديق خرسانية واسعة وعريضة يمكن أن تعبر في داخلها مركبة لإجراء أعمال النظافة والصيانة الدورية، ويمكن الوصول إليها من جميع النقاط، هذا هو المعمول به عالميا، وهذا ما ينفذ في كثير من المدن التي تشهد أمطارا غزيرة.
من جهته، يجزم مسؤول رفيع سبق له العمل في أمانة جدة أنه لا توجد دراسات استراتيجية تحدد مستقبل مدينة جدة، مؤكدا أن المدينة التي يزيد عدد سكانها على 4 ملايين نسمة وتمثل بوابة اقتصادية للمملكة لا يوجد مخطط مستقبلي تفصيلي لها، وأضاف «انشغلت الأمانة مع الأسف بقضايا تجميل المدينة، وإزالة العشوائيات، وتحسين الشوارع، وتناست أهم مشروع استراتيجي في البنية التحتية وهو مشروع تصريف السيول».
وكيل أمانة جدة للتعمير والمشاريع المهندس علوي سميط، أكد تخصيص مبلغ 100 مليون ريال لإنشاء سد وادي قوس، والمكون من ثلاثة سدود لحماية أحياء الصواعد والحرازات والجامعة إضافة إلى المساعد.
وبين سميط أن الأمانة وبالتنسيق مع هيئة المساحة الجيولوجية أعدت دراسة تفصيلية عن السدود في المدينة، وذلك ضمن الحلول العاجلة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين واللجنة المكلفة، وأضاف في تصريح سابق هناك نتائج ستعلن قريبا عن سد وادي غليل ووادي مثوب، وهي تحت الدراسة، إضافة إلى أنه تم تخصيص مبلغ 30 مليون ريال لمشروع دراسة الأودية من جنوب الحدود الإدارية لجدة إلى شمالها، وتشمل الدراسة كل السدود المتبقية.