حـــلـــم ثول

الخميس، 3 فبراير 2011

المجلس البلدي يرصد تداعيات “الكارثة” جوًا ويرفع تقريرًا عاجلًا لـ“الأمانة”

قام أعضاء المجلس البلدي بمحافظة جدة صباح أمس بجولة جوية عبر طيران الدفاع المدني رافقهم فيها مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري رصدوا خلالها تداعيات الحدث واستمرار مشكلة تجمعات المياه في عدد من الأحياء شرق ووسط جدة، في ظل تأخر شفطها لليوم الثامن من كارثة سيول جدة (2).
وقام أعضاء اللجنة خلال الجولة بتسجيل العديد من الملاحظات والنقاط التي وصفوها بـ«هامة» لتضمينها في تقرير عاجل سيرفع خلال الساعات المقبلة إلى «الأمانة» من أجل اتخاذ التدابير اللازمة حيال التسريع في تخفيف وطأة الكارثة على سكان هذه الأحياء بما يتوافق مع توجيهات خادم الجرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين.
ومن أبرز هذه الملاحظات ما يتعلق بخاصة مواقع تجمعات المياه في عدد من الأحياء، والأضرار التي لحقت بالطرق الرئيسة والشوارع الداخلية، والسيارات المتعطلة على جانبيها، وتراكم النفايات، مشددين على ضرورة الإسراع بالتعامل معها حتى لا تنعكس سلبا على صحة البيئة، خاصة وأن الكثير من المواطنين في هذه الأحياء تحدثوا عن هذه الجوانب وأبدوا مخاوفهم من أن يؤدي هذا الواقع إلى تكاثر البعوض وغيره من الحشرات الناقلة للأمراض، وبالتالي إنتشار الأوبئة.

إن كنت تدري ..

بعد أسبوع من الأمطار التي شهدتها جدة الأربعاء الماضي، ما تزال بعض شوارع العروس مغمورة بالمياه الأمر الذي خلف تبعيات مرورية أعاقت الحركة، وشكلت من ناحية أخرى بؤرا لتكاثر البعوض الناقل للأمراض، وفي ظل تأخر الأمانة عن سحب المياه من مواقعها فإن جهات عدة تتحمل تبعيات التأخير، ويبقى الضرر قائما على مرتادي الطريق سيرا على الأقدام ومستقلي المركبات في ظل عدم وجود لوحات تنبيه أو إشارات تسهم في نجاتهم من خطر محدق.

بعد 8 أيام من الكارثة.. السيول تحاصر منازل السامر 3


ثمانية أيام مضت على كارثة سيول جدة، ولا زال حي السامر 3 «التوفيق» يرزح تحت وطأة المياه، فيما تعمل عدة جهات على إزالتها ورفعها نحو مجرى مياه الأمطار في اتجاه البحر، من خلال قنوات التصريف.
عدسة «عكاظ» رصدت مساحات كبيرة داخل الحي مغطاة بمياه الأمطار التي لا تزال تحاصر المباني والمساكن، ما قد يستلزم التعامل معها عدة أيام نظرا لزيادة رقعة المساحة المغطاة بالسيول، ارتفاع معدلها بسبب المياه الجوفية التي يعاني منها الحي منذ فترة.
«عكاظ» جالت في أحياء السامر 3/4 ورصدت بعدستها بعض الجهود لإزالة تلك المياه، وذلك في ظل تواصل أعمال اللجان المشكلة من الدفاع المدني وأمانة جدة وعدة جهات أخرى، لسحب مياه الأمطار والسد الاحترازي المتراكمة منذ فترة، وذلك من خلال قنوات لنقل المياه مباشرة إلى مجرى تصريف الأمطار والسيول الواقع غرب الحي، فيما نفذ مجرى للمياه من خلال شق الأسفلت لمسافات طويلة.
وكانت الإمدادات تواصلت إلى الموقع من عدة أمانات وبلديات، ساهمت في توجيه المياه إلى مجرى التصريف، فيما استخدمت عدة وسائل لمعالجة تراكم المياه، منها تركيب مضخات عمودية تحمل المياه للأعلى ومن ثم تفرغ في صهاريج محملة على شاحنات، ومواتير شفط رأسية وثابتة تعمل على مدار الساعة لتخفيض منسوب المياه.
وطمأن مدير المركز الإعلامي للحالة الطارئة في محافظة جدة اللواء محمد القرني، بأن منسوب المياه سجل انخفاضا خلال الأيام الماضية، وقال «إن الجهود مستمرة على عدة محاور منها وسط الحي وشرقه وغربه، لشق قنوات لتوجيه المياه نحو مجرى التصريف»، مشيرا إلى أن معدل المياه انخفض كثيرا عن المعدل السابق، مبينا أن العمل يجري كذلك على محور السد الاحترازي لحي التوفيق، ويجري تصريف المياه حاليا من خلال مواتير متخصصة تسحبها باتجاه البحر، مشيرا إلى أن مسؤولي الأمانة أكدوا قرب انتهاء كامل أعمال سحب المياه في الجهة الغربية من سد حي التوفيق، فيما يستكمل شفط المياه من شرق السد إلى مجرى المياه خلال الأيام المقبلة، إضافة لشفط مياه الشوارع الداخلية للحي.
وقدر مختصون في أمانة جدة وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني، حجم المياه الموجودة خلف السد بنحو 8.844.388 متر مكعب تقريبا، بارتفاع يصل إلى 9.2 متر تقريبا.
شق قنوات في الشوارع لتصريف مياه الأمطار والجوفية في حي السامر 3. (تصوير: محمد الزهراني، المحرر ــ «عكاظ»).
تواصل عمليات شفط المياه من شوارع الحي.
طائرات عمودية ترصد الوضع في الحي.
أطفال يلهون بالقرب من بقايا مركبة دمرتها أمطار جدة أخيراً.
طفلة تلتقط صورة لسوء الأوضاع في الحي.

40 موظفا يراقبون نقل المساعدات ورصد المخالفات


جندت محافظة جدة نحو 40 موظفا لمراقبة المساعدات المنقولة من مركز المعارض شمالي المحافظة حتى وصولها إلى مستحقيها من المتضررين في الأحياء المنكوبة، الشقق المفروشة، والجمعيات الخيرية الرسمية.
ووجه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة بتشكيل لجنة للمراقبة والإشراف على المساعدات التي تصل إلى مركز التوزيع، ومتابعة انطلاق المركبات المحملة بالمؤن الغذائية من مركز المعارض، حتى وصولها إلى المتضررين.
وتأتي اللجنة التي يشرف عليها شخصيا محافظ جدة، ويرأسها وكيل المحافظة محمد الوافي، للعمل على منع التجاوزات التي قد تحدث في عمليات التوزيع والمتمثلة في إيصال المساعدات إلى غير مستحقيها، ممن يعملون على استغلالها في المتاجرة أو البيع.
وأوضح مشرف في اللجنة خالد البقمي أن دور اللجنة يتركز على المراقبة والإشراف على المؤن الغذائية والمستلزمات الأخرى التي يتم إرسالها إلى المحتاجين من المتضررين من الأمطار وإلى الجمعيات الخيرية الرسمية، الشقق المفروشة ومراكز الأحياء، مبينا أن اللجنة تعمل على مراقبة عملية التوزيع والإشراف عبر القوائم المتضمنة أسماء المحتاجين.
من جهته، بين مشرف في اللجنة عبدالله الغامدي أن عمليات الصرف لا تتم بشكل عشوائي، حيث حصرت اللجنة جميع المحتاجين سواء من المواطنين المتضررين أو الجمعيات الخيرية والجهات الأخرى، ولا يتم إرسال أية شحنة من المساعدات إلا بعد التأكد من وجود أسماء المتضررين في القوائم، مشيرا إلى أن ستة مراكز تعمل على استقبال المساعدات، وتحتوي عشرة موظفين من موظفي المحافظة.
يذكر أن اللجنة تعمل على مدار 12 ساعة يوميا، من خلال فرقتين موزعتين على مركز المعارض الخاص بجمع التبرعات، وستة مراكز لاستقبال المساعدات وتوزيعها إلى المحتاجين.
وتعمل على مراقبة أكثر من 30 شحنة يوميا يتم إيصالها إلى مراكز استقبال المساعدات، الجمعيات الخيرية، الشقق المفروشة، ومراكز الأحياء.

فرق البحث تستنفر جهودها للعثور على المفقودين الـ 5


أكد مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الـطارئة في جدة اللواء محمد القرني عمل فرق الدفاع المدني حاليا على مسح عدد كبير من المناطق المتضررة للبحث عن المفقودين الخمسة المعلن عن فقدهم من جراء أمطار جدة الأخيرة.
وأوضح اللواء محمد القرني أن الجهات تنفذ عمليات معالجة لآثار الأمطار، ورفع المياه الراكدة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، بهدف رفع الضرر والتأكد من عدم وجود متوفين داخلها، إضافة إلى مباشرة المواقع المتضررة عبر فرق البحث بحثا عن محتجزين لم يتم التوصل إليهم في الأيام الماضية.
وأضاف «وتجري عمليات البحث بواسطة 97 ضابطا لكل دورية، و1296 فردا من إدارة جدة، و392 ضابطا وفردا من الإدارات الخارجية، وبالاستعانة بـ 205 معدات وآليات».
وقال مدير المركز الإعلامي للحالة الطارئة إنه يتم العمل على إيواء 5245 أسرة عن طريق لجان الإسكان المكونة من الدفاع المدني ووزارة المالية، وتضم هذه الأسر 20560 فردا تم إيواؤهم، ولا تزال عمليات الإيواء مستمرة على مدار الساعة.
وأشار اللواء محمد القرني في تقريره اليومي إلى أن أمانة محافظة جدة تعمل حاليا على سحب المياه من الأحياء المتضررة، ورفع الدمار وفتح المناهل في الشوارع والأنفاق ومتابعة السدود والقيام برش مكافحة البعوض، ومتابعة المباني الآيلة للسقوط، فيما تتولى شركة المياه الوطنية شفط المياه من مواقع تجمعات المياه في الشوارع والأنفاق، وبالأخص في حي البغدادية الغربية، إضافة إلى إصلاح أنابيب المياه المتضررة.
وتحدث مدير المركز الإعلامي للحالة الطارئة عن مواصلة فرق الدعم القادمة من خارج جدة أعمالها الميدانية، ويتمثل هذا الدعم من إدارة العاصمة المقدسة، إدارة الطائف، إدارة الباحة، إدارة ينبع، إدارة الرياض، مركز تدريب منطقة مكة، قوات الطوارئ.
وأبان اللواء محمد القرني أنه لم يتبق من المشتركين الذين تم انقطاع التيار الكهربائي عنهم سوى 90 مشتركا، وجارٍ العمل على مدار الساعة لإعادة التيار لهم، مضيفا «فيما تم تجهيز طائرتين من الهلال الأحمر تتحرك لمباشرة أية حالة طارئة في المحافظة».

حماية جدة

نشأت جدة على شاطئ البحر وظلت قرونا طويلة محتفظة بقربها من البحر، تاركة بينها وبين الأودية التي تتخلل جبال السروات مسافة كفيلة بعدم مداهمة السيل لها، ففي المسافة التي تفصلها عن الجبال وأوديتها ما يمكن أن يكفل تفرق مياه السيل في السهل المنبسط بينها وبين الجبال كما في تربة ذلك السهل ما يمكن أن يوفر امتصاصا لمياه الأمطار وتدفق السيول، فلا يصل بعد ذلك كله إلى جدة إلا ما يمكن أن تستوعبه صهاريج الماء المقامة حولها إلى أن يتدفق بيسر إلى البحر.
مشكلة جدة بدأت حين تحولت جدة من مدينة تجاور البحر إلى مدينة تتداخل مع أودية جبال السروات، وذلك حين اتجهت بعمرانها شرقا، وكان الأولى بمن خططوا للمدينة أن يحافظوا على جوارها للبحر فتتمدد شمالا وجنوبا وتظل محتفظة بالمسافة بينها وبين الجبال والأودية وتبقى بذلك في مأمن من مخاطر السيول.
ما حدث هو أن جدة ذهبت إلى السيول قبل أن تأتي السيول إلى جدة، وبعيدا عن التساؤل عن غياب التخطيط عن طبيعة جدة كمدينة بحرية وكذلك التساؤل عمن أغرى الناس بمخططات تقع في بطون الأودية، فالتعامل ينبغي أن يتم مع الأمر الواقع، بحيث تتم حماية الأحياء التي تقع شرقي جدة بسلسلة من السدود لا تحمي تلك الأحياء فحسب، بل تحمي جدة بأكملها، التي لم تعد بينها وبين الجبال سهول كفيلة بتخفيف حدة اندفاع السيول، فضلا عن أن تمتص شيئا من مياهها المتدفقة.
غير أن السدود وحدها لا تكفي فقبل إنشاء السدود لا بد من التفكير الجدي في تصريف ما سوف يتجمع خلفها من أمطار وذلك لكي لا تتحول السدود إلى مصدر لخطر أشد تدميرا وأعنف تأثيرا.

الأربعاء، 2 فبراير 2011

مؤشرات الحل الجذري

عندما تحتل مشكلة السيول والأمطار التي داهمت محافظة جدة وما حولها الأربعاء الماضي أولوية متقدمة في اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال أوامره العاجلة والحاسمة التي صدرت بعد فترة وجيزة من سماعه -حفظه الله- بتعرض بعض مناطق جدة للغرق بفعل تلك الأمطار والسيول بمعرفة أسباب المشكلة وعلاجها بشكل فعّال وجذري وتقديم الخدمات والتعويضات العاجلة للمتضررين، ورصد المبالغ اللازمة للوفاء بكافة تلك الاحتياجات، فإن ذلك يدعو إلى التفاؤل والاطمئنان بأن هنالك توجهًا واضحًا لدى القيادة يعكس إرادة صلبة للتصدي لهذه المشكلة التي طالت عن سياقها الزمني، وتسخير كافة الإمكانات والجهود لحلها حلاً جذريًا ضمانًا لعدم تكرارها بما يبدد شبح الخوف والقلق الذي أصبح يعاود أهالي جدة كلّما تلبدت الأفق بالغيوم، وأبرقت السماء، ودوى صوت الرعد.
ما يلفت النظر في التعامل مع تلك المشكلة، ليس فقط العمل التطوعي الرائع الذي قام به شباب جدة، والذي وصل إلى حد القيام بتنظيف بيوت المتضررين، وإنما أيضًا ذلك التجاوب السريع والمتناغم من قبل المسؤولين في تنفيذ الأوامر والتوجيهات السامية، وهو ما تمثل في تشكيل اللجنة التي تم تكليفها على أعلى المستويات للوقوف على أرض الواقع على حجم الأضرار الناجمة عن تلك الأمطار والسيول ولتقصي الحقيقة، ومحاسبة المقصرين.
ما يدعو إلى التفاؤل باقتراب طي صفحة هذه المشكلة احتلالها الأولوية في جلسة مجلس الوزراء أمس الأول برئاسة نائب خادم الحرمين الشريفين وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبدالعزيز ، ووضعها بكل أبعادها وتبعاتها وسبل حلها في عهدة سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز من خلال اللجنة التي تم تكليفها برئاسته عقب صدور الأمر السامي مباشرة بهدف إستراتيجي واضح: حل المشكلة حلاً جذريًا يزرع السكينة والطمأنينة في نفوس أهالي جدة وما حولها.
أول مؤشرات هذا الحل جاءت أمس بالاجتماع الثاني للجنة برئاسة سمو النائب الثاني، وذلك بعد الجولة التفقدية للأحياء المتضررة والوقوف على حجم الأضرار والخسائر التي لحقت بالسكان، بما يعني أن المشكلة أصبحت الآن في عهدة رجال أكفاء يعون جيدًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويعقدون العزم على تحمّلها.