السبت، 29 يناير 2011

طلاب المتوسطة والثانوية: الأمطار أتلفت مقرراتنا والتأجيل أنقذنا من الرسوب

عبّر عدد من طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية بمدارس جدة عن ارتياحهم لقرار تأجيل اختبارات الأسبوع الثاني، مؤكدين أنهم كانوا في أمسّ الحاجة لهذا التأجيل نيتجة للأضرار النفسية والاجتماعية التي يمرون بها بعد كارثة الأمطار خاصة وأن المياه اجتاحت بعض المنازل وأتلفت الكثير من محتوياتها بما فيها المقرارت الدراسية.
وأكّد الطلاب في حديثهم لـ “المدينة” أن أمطار الأربعاء تسببت في تشتيتهم ذهنيًا وعدم قدرتهم على استيعاب المواد الدراسية المتبقية من اختبارات الفصل الدراسي الأول، وأشار طلاب من أحياء جنوب وشرق جدة إلى عدم قدرتهم على المذاكرة بسبب تضرر منازلهم وخروجهم منها إلى مواقع الإيواء.
وقال عدد من الطلاب من بينهم تركي عسيري وجواد المالكي (من سكان حي النسيم): إن مياه الأمطار تسببت في تلف جميع ممتلكاتهم وأثاث منازلهم بما فيها الكتب الدراسية والتي تحولت في غمضة عين إلى أوراق ذابلة مطموسة المعالم.
وزاد فارس الاحمدي(من سكان حي التوفيق) بأن انقطاع التيار الكهربائي عن منزل أسرته حرمه من مذاكرة المواد الدراسية للاختبارات المتبقية، وكان يتوقع رسوبه فيها، مؤكدًا أنه لم ينقذه من هذه الكارثة سوى قرار التأجيل.
ويلتقط طرف الحديث طالب الصف الثالث ثانوي خالد الجهني والذي أبدى ارتياحه لقرار تأجيل الاختبارات، مؤكدًا أن هذا القرار من شأنه أن يعطي فترة زمنية كافية للمذاكرة والاستعداد للاختبارات المتبقية حيث يحرص جميع الطلاب على أعلى نسبة لضمان فرصة المنافسة على المقاعد الجامعية بعد التخرج من المرحلة الثانوية كون نتيجة الفصل الأول تؤثر سلبًا أو إيجابا في النتيجة النهائية.

مشاريع متعثرة بـ 400 مليون وراء استمرار كارثة سيول جدة


أرجع مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة استمرار تجمع المياه في عدد من الشوارع والأحياء إلى تعثر تنفيذ مجموعة من المشاريع الحيوية وتشمل مشاريع تصريف السيول وعددها 6 مشاريع، وأخرى للجسور والأنفاق وعددها 3 مشاريع، بالإضافة إلى مشروع متعثر لصيانة الطرق.
وعزا المصدر أسباب تأخر التنفيذ إلى ضعف إمكانيات بعض المقاولين ووجود عوائق في بعض مواقع التنفيذ ووجود مشاريع أنفاق في التقاطعات وتأخر صرف المستحقات.
وأوضح أن من أهم المشاريع التي أدى تأخرها إلى تفاقم المشكلة مشروع شبكة تصريف مياه الأمطار بشارع فلسطين ومشورع تصريف المياه السطحية بحيي غليل وبترومين ومشروع مياه الأمطار السطحية ومياه الصرف ومشروع شبكة تصريف مياه الأمطار- طريق الفلاح والمحجر، ومشروع إنشاء جسر على تقاطع شارعي أم القرى والأمير محمد بن عبدالعزيز،
ومشروع صيانة نفقي البيعة وبقشان وسقالة الصيد وجسر المشاة، ومشروع إنشاء نفق تقاطع طريق المدينة مع شارع صاري، ومشروع صيانة و تحسين طريق مكة القديم.

مستشفيات جدة تستقبل 114 حالة جراء الأمطار

كشف لـ«عكاظ» مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداوود أمس، عن استقبال المستشفيات والمراكز الصحية في المحافظة، 114 حالة ما بين خفيفة متوسطة وثلاث حالات خطيرة بسبب الأمطار التي هطلت على جدة أخيرا، مشيرا إلى أن الوفيات كانت بسبب الغرق والصواعق الكهربائية.
وحذر باداوود خلال تفقده مع الفرق الميدانية الطبية لمساكن إيواء المتضررين، سكان أحياء السامر، النخيل، البغدادية وأم الخير من تلوث مياه الخزانات، مؤكدا مخاطبة شركة المياه وفرق طبية ميدانية للوقوف على الخزانات ومعالجة أوضاعها سريعا.
وقلل باداوود من خطورة بعوض الضنك، في الوقت الحاضر، مشيرا إلى التنسيق مع الشركة الوطنية للمياه والأمانة لإيجاد الحلول العاجلة بسحب المياه من المواقع أو الرش ومعالجتها بمواد تمنع تكاثر البعوض، وقال: «الخطر لا زال قائما»، وأضاف «لاحظت الفرق الطبية تأثر بعض المواطنين نفسيا وخصوصا الأطفال، فتم دعم الفرق الطبية بأخصائيين نفسيين لتقديم المشورة».
وأوضح مدير صحة جدة، استمرار الفرق الطبية والرعاية الصحية الأولية المدعومة بالأدوية والأجهزة في الشقق المخصصة للإيواء، مشيرا على الكشف على 250 أسرة أمس الأول ولا زالت مستمرة بشكل يومي بالتنسيق مع الفرق الميدانية المخصصة، وأضاف: عمليات الإخلاء لا زالت مستمرة في أحياء البغدادية والكندرة، نظرا لوجود محتجزين، حيث تم توجيه الفرق الطبية بالتنسيق مع الدفاع المدني للمواقع وتقديم العلاج الميداني ونقل الحالات الخطرة.

حصر الأضرار وبدء الترميم والتأهيل للمدارس

كدت لجنة المتابعة والطوارئ في إدارة تعليم جدة اكتمال حصر الأضرار وبدء الترميم والتأهيل للمدارس المتضررة من الأمطار، وكشفت عن أضرار عديدة وكبيرة تعرضت لها أكثر من 80 مدرسة في المحافظة، منها مدارس تحتاج لإعادة تأهيل شامل، وعدم صلاحية مدرسة أو مدرستين.
وكشف مدير عام التربية والتعليم للبنين عبد الله بن أحمد الثقفي، عقب جولة فريق عمل برئاسة مدير عام الشؤون المالية والإدارية في الوزارة صالح الحميدي، وكيل الشؤون المدرسية سعد الفهيد، المشرف العام على المباني المدرسية فهد الحماد، ومدير تعليم البنات في جدة أحمد الزهراني، أن المدارس المتضررة وسط وجنوب جدة تحتاج إلى إعادة تأهيل شاملة، مبينا أن اللجنة المشكلة بتوجيه من وزير التربية والتعليم وقفت على أوضاع كل المدارس، وأجرت مسحا أوليا برفقة عدد من المهندسين، وأعدت قائمة باحتياجات كل مدرسة متضررة، وحصرت كل هذه الاحتياجات في اجتماع مطول البارحة الأولى، حصلت فيه إدارتا التربية والتعليم للبنين والبنات على دعم مفتوح لإعادة تأهيل المباني المدرسية والتعليمية المتضررة، إلى جانب إقفال إحدى مدارس البنات بعد أن رأت اللجنة أنها غير صالحة للدراسة.
الثقفي كان يتحدث من مقر غرفة الطوارئ في معهد التربية الفكرية، بصحبة فريق عمل ظل في حالة انعقاد مستمرة منذ ليل الخميس الماضي، للتواصل مع كافة المدارس ومتابعة حالتها، ووضع خطط التأهيل وإعادة الترميم، وقال «بعد حصر كافة الأضرار وتكوين الصورة حول الوضع بشكل عام، فإن مراحل العمل ستبدأ من اليوم، حيث أجري التعاقد بشكل عاجل مع شركات صيانة وترميم، تبدأ مهمتها الأولى لرفع الأضرار خلال ثلاثة إلى أربعة أيام، ثم تبدأ أعمال الترميم وإعادة التأهيل التي من المتوقع أن تنتهي خلال الأسبوع المقبل، لتزويد المباني بالتجهيزات اللازمة لتكون مهيأة لعودة مثالية».
يذكر أن مديري التربية والتعليم في جدة للبنين والبنات قد أبديا منذ صباح أمس الأول، رغبتهما في تعليق الدراسة لأسبوع كامل بعد استقصاء آراء الطالبات والطلاب ومديرات ومديري المدارس والمعلمات والمعلمين، ورفعا تقارير عاجلة بذلك لوزير التربية والتعليم ومسؤولي الوزارة فجاءت موافقة الوزير على تأجيل الاختبارات.
وفي هذا الإطار، أوضح الثقفي أن مديري مكاتب التربية والمشرفين التربويين ومديري المدارس يتابعون مدارسهم على مدار الساعة.

تشكيل فرق لاستقبال التبرعات وتوزيعها في 6 مواقع تضرر 90% من شوارع جدة و25 ألف منزل

كشف بيان إحصائي صادر من محافظة جدة، على لسان مدير إدارة المراسم والعلاقات العامة ياسر بن صدقة المداح، تضرر أكثر من 90 في المائة من شوارع جدة و25 ألف منزل من الأمطار التي شهدتها المحافظة الأربعاء الماضي.
وبين البيان تضرر أكثر من 11 حيا في المحافظة، وأفاد أن أكثر المواقع تضررا هي حي التوفيق، السامر، شارع فلسطين، النخيل، أم الخير، الشرفية، الكندرة، الرويس، البغدادية والحمراء.
وقال المداح «بلغ عدد الوفيات عشر حالات، و114 مصابا، وأنقذت الطائرات 497 حالة، والفرق الأرضية (قوارب وسيارات) 1051 حالة»، لافتا إلى أن التيار الكهربائي انقطع عن 118.510 مشتركين، وجرى إعادته إلى 117.440 مشتركا والمتبقي 1070 مشتركا.
وأضاف تضرر من الأمطار 25.000 مبني سكني وتجاري، مشيرا إلى أن ضرر الشوارع ينحصر في وجود هبوطات، حفريات، تجريف وتكسير للشوارع والأرصفة. وكان صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، قد وجه لجنة الطوارئ في اجتماعه بها منذ توقف هطول الأمطار على جدة، بتشكيل فريق عمل من فرع وزارة المالية في المنطقة، وإدارة الدفاع المدني ليتولى عملية إسكان المتضررة منازلهم، وصرف الإعاشة لهم.
كما وجه الأمير مشعل بفتح باب التبرعات العينية لمن يرغب عبر الجمعيات الخيرية، وتسجيل قوائم بأسماء المتبرعين، وكمية التبرع، وحث التجار والشركات والمؤسسات لتقديم التبرعات وفتح مركز المعارض لاستقبال التبرعات العينية وتشكيل فرق العمل لتجهيزها.
كما وجه بتشكيل فرق عمل لاستقبال مواد الإغاثة بإشراف مندوبين من المحافظة وتوزيعها داخل الأحياء المتضررة، وحددت نقاط داخل الأحياء منها أم الخير والنخيل، التوفيق والسامر 1-2 و الأجواد، غليل، المحجر، الهنداوية، كيلو 6 وكيلو 7، الكندرة والبغدادية.
وأكد الأمير مشعل على تركيز العمل فورا على الأولويات الأساسية لمواجهة الوضع الاستثنائي والطارئ، وكشف مدير المراسم والعلاقات العامة في جدة ياسر بن صدقة المداح، أن الأولويات الأساسية التي دعا المحافظ للتركيز عليها هي فتح المحاور الأساسية والشوارع الرئيسة، توزيع المياه المتجمعة في الأماكن والميادين العامة، توجيه المياه إلى البحر والضخ لأقرب أماكن بها فتحات، فتح الطرق لفرق صيانة الكهرباء للوصول لأماكن الانقطاعات، سحب المياه من الشوارع والتصريف الفوري لغرف التفتيش أو أي أماكن يمكن الوصول لها، سحب السيارات المتعطلة والتي غمرتها السيول فورا لفتح حركة السير، عبر الونشات الخاصة حتى لو كان ذلك بمقابل مادي، التنسيق مع وزارة الدفاع «الجيش» لإرسال سيارات كبيرة ومرتفعة للمولات لنقل العوائل لأقرب مناطق لهم، وكذلك نقل المعلمات والطالبات من مدارسهم بعد التنسيق مع عمليات الدفاع المدني لمعرفة مواقعها، رفع الجهات المعنية تقريرا مفصلا للمحافظ كل ست ساعات، تشكيل غرفة عمليات داخل المحافظة مكونة من جهات الاختصاص الخدمية والأمنية، وتطبيق خطة اللجنة الفرعية للدفاع المدني المعدة سابقا.

رغم مرور 3 أيام على الأربعاء الأسود أنفاق جدة بحيرات ومضخات الشفط معطلة

حولت الأمطار أحياء جدة ومعظم شوارعها وميادينها الرئيسة إلى برك ومستنقعات مائية، وأجبرت قوات الدفاع المدني على إخلاء بعض السكان بالقوارب المطاطية بعد محاصرة المياه مساكنهم، فيما امتلأت الأنفاق بمياه السيول، ومنها نفق الطائرة الحديث، فضلا عن نفق تقاطع حراء مع الأمير ماجد.
«عكاظ» تجولت على عدد من الأنفاق والتي تحولت إلى بحيرات صناعية، وأغلقت تلك الانفاق أمام المركبات، حيث أدت الأمطار الغزيرة إلى ارتفاع منسوب المياه في الأحياء والشوارع العامة، وأصبحت جدة وسط بحيرة من مياه الأمطار بشكل منع سكان بعض الأحياء من مغادرة بيوتهم. ورصد مختصون أن غرق الانفاق بما فيها الحديثة يعني أن خللا في المواصفات وفي نوعية وحجم المضخات.
وهنا أوضح الخبير البيئي الدكتور علي عشقي، أن الخلل الذي تعاني منه جدة كبير، وينسحب على عناصر بنيتها التحتية التي لا زالت تعاني من سوء التنفيذ، مؤكداً ضخامة لمشكلة وحاجتها لإصلاح جذري، وهو ما لم يتحقق حتى الآن على حد قوله، فأمطار التي هطلت على جدة كانت نتيجة سوء تصميم الشوارع، الذي يؤدي إلى تآكل طبقة الإسفلت في معظم الشوارع وجرفها وفتح الكثير من الحفر الوعائية فيها، وحاجتها إلى اعتمادات مالية أخرى لإصلاحها.
وأضاف: " الأمر الغريب الذي نجده في شوارعنا ولا يمكن أن تراه في أي بلد من العالم هو أن حفر شبكة الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار موجودة في وسط الشوارع، سواء رئيسة أو فرعية، والمفروض هندسياً أن تكون على جانبي الشوارع أو وسط الأرصفة حتى تتسرب إليها المياه بشكل سريع من خلال ميول الشارع، وإذا احتاجت صيانة في المستقبل لا يؤثر ذلك على انسيابية الحركة في الشارع.
من جهته، يرى المهندس حسن النجار – مهندس مدني، إن شبكة الصرف الصحي لو أنجزت ستساهم في إنقاذ شوارع جدة وأحيائها من الغرق في مياه الأمطار، وستكون مساعدة في تصريف المياه، بشرط أن تنفذ وفق المعايير الهندسية المطلوبة في شبكات الصرف الصحي المعمول بها في العالم. وأضاف: دفعت الأمطار الغزيرة التي هطلت على جدة، الأمانة إلى إغلاق أنفاق مهمة بعد أن أدت كميات مياه الأمطار المنقولة إلى داخله إلى ارتفاع مستوى المياه بشكل فاق طاقة مضخات التصريف، ما حول الأنفاق نفسها إلى جزء من المشكلة بعد إصابتها بالشلل التام، ويجب إخضاع تلك الإنفاق للفحص الهندسي لتشخيص المشكلة وإيجاد الحل.
إلى ذلك، بين عدد من الأهالي، أن المشكلة تتكرر بشكل دوري كل ما هطلت الأمطار على المحافظة، وفي المقابل تعد الأمانة بعدم تكرار الكارثة، إلا أن التصريحات المسؤولين تغرق مع الأمطار، وأضافوا: تركت الأمانة الشوارع الداخلية التي لا زالت حتى اليوم رغم مرور أربعة أيام على هطول الأمطار تغرق في بحيرات دون أن تحرك ساكناً، مستغربين وقوع الأمانة في الخطأ نفسه في كل مرة دون أن تضع حلولاً، وقال:" إغلاق أنفاق حيوية داخل المحافـــظة دفـــعة واحدة خلال فترة وجيزة يـــؤكد مدى الشلل الذي أصاب مفاصل الأمــانة وأدى إلى عدم قـــدرتها على التعــامل مع المشكلة.

إنهاء أزمة جدة بأفضل طريقة بغض النظر عن التكاليف


أبلغ  صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة «أن خادم الحرمين الشريفين أمر بتسريع مشاريع إنهاء أزمة جدة بأفضل طريقة وأسرع وقت بصرف النظر عن تكاليف هذه المشاريع».
وبين الأمير خالد الفيصل، أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، أمر بأن يقدم له التصور الكامل والراهن لمحافظة جدة وسكانها وما يحتاجونه الآن وعلى وجه السرعة من مشاريع عاجلة من مساكن ومأوى وإعاشة وتعويض في الممتلكات».
وأكد أمير منطقة مكة المكرمة، أن «حي أم الخير ليس من المخططات الحديثة، بل هو حي قديم ومتهالك، وستتم إزالته بالكامل لتكون جدة منظمة بطريقة وأسلوب حديث وليس كما هو الحال في أم الخير».
وكان الأمير خالد الفيصل أطلق أمس مشاريع الإسكان الميسر في مكة المكرمة، وبين أن المشروع يسد ثغرة في الطلب على المساكن في مكة المكرمة، لا سيما أنه ستتم إزالة عدد كبير من الأحياء خاصة العشوائية منها، الأمر الذي يتطلب توفير البديل، وبين أن هناك تسارعا في مشاريع الإسكان في مكة المكرمة وبقية مدن المملكة لمواكبة الطلب على المسكن في السنوات المقبلة.
وأضاف أمير مكة «أطلب من أمين العاصمة المقدسة بأن لا تقتصر المشاريع التي نطلقها على هذه الصفة من التنظيم والتخطيط، ونأمل أن يراعى ذلك في الأحياء المجاورة للمشروع، فنحن نحتاج إلى تخطيط وتهذيب كامل لمكة المكرمة كي تتحول إلى حديقة زاهية ومزهرة».
وأضاف مخاطبا الحضور «إن مشروع أم الجود النموذجي لن يكون فقط للمواطنين الذين أزيلت عقاراتهم ضمن مشاريع التطوير الجديدة، بل سيكون لكل المحتاجين للسكن بما في ذلك الشباب، وخصوصا المقبلين منهم على الزواج، وقد تم التفاهم مع وزير المالية ورؤساء الصناديق الحكومية على أهمية المشاركة في دعم مشاريع الإسكان في مكة المكرمة والمساهمة في هذه النهضة التنموية التي تشهدها مكة المكرمة، وقد أبدوا استعدادهم وهم على صلة مع أمناء الأمانات في المنطقة للتنسيق».


ونفى أمير منطقة مكة المكرمة أن يكون هناك بطء في تنفيذ مشاريع المنطقة المركزية، كون المشاريع التي تنفذ ليست من المشاريع الجاهزة التنفيذ، بل إنها مشاريع تتوسط أحياء مأهولة بالسكان وفي قلب المدينة، في الوقت الذي يجب تأمين السكن لأصحاب الأحياء الذين يسكنون هذه المواقع من غير السعوديين.
وذكر أن المقيمين بشكل غير نظامي لابد من تصحيح أوضاعهم، وهناك بنية تحتية لا بد أن تستكمل، وهناك ثلاث لجان أمنية، تخطيطية، واجتماعية تدرس أوضاع الشيوخ والأطفال والنساء في الأحياء المزالة. وشدد على أن تنفيذ المشاريع يجب أن يتم خطوة بخطوة بما يحفظ كرامة الإنسان مواطنا كان أو مقيم، وأن يتم تأمين الحياة الكريمة للجميع و إعطاء المشاريع حقها من الوقت الكافي حتى تظهر في الصورة التي نأملها.
ويضم المشروع الذي إطمأن عليه أمير منطقة مكة المكرمة نحو أربعة الآف وحدة سكنية سيتم إنشاؤها على أربع مساحات تحت إشراف أمانة العاصمة المقدسة، فيما تتولى تنفيذها شركة البلد الأمين للتطوير، ويهدف إلى توفير مساكن لفئة الشباب وذوي الدخل المحدود، ويستغرق بناء المشروع عامين للإسكان المدعوم وأربع سنوات لكامل المشروع، فيما سيتم تسليم 500 شقة في السنة الأولى و2000 شقة في السنة الثانية وإنجاز 1500وحدة سكنية وكافة المباني التجارية والخدمة عقب أربع سنوات.
من جهته، أكد  أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار، أن المشروع سيعمل على إقامة تجمعات عمرانية حضارية تحقق الاستغلال الأمثل للمنطقة، كما سيزيد من نسبة المعروض في الوحدات السكنية، وسيخلق منطقة جذب لممارسة الأنشطة التجارية والإدارية والمالية في أطراف مكة المكرمة التي لم تعد رقعتها المسطحة تتسع لطرح مخططات جديدة أو إنشاء وحدات سكنية بأعداد كبيرة.

استراتيجية لإنقاذ جدة

لم يكن الخلل الذي أدى إلى أن تكون جدة مسرحا لكارثة السيول التي اجتاحتها خللا وليد مشروع محدد، كما لم يكن ناتجا عن إهمال وتقصير ولا مبالاة جهة محددة، ذلك أن جملة من المشاريع الغائبة والمشاريع التي لم تنفذ كما كان ينبغي لها أن تنفذ شكلت حزمة من الأخطاء التي تسببت فيما حدث لجدة، وكذلك فإن أخطاء وإهمال ولا مبالاة عدد من الجهات والمؤسسات تكمن وراء تلك الكارثة التي شهدتها جدة العام قبل الماضي وهذا العام.
جدة ضحية الأمطار والسيول وضحية عقود من تساهل جهات عدة في القيام بالأمانة الموكولة إليها، كما أنها ضحية عدد من المشاريع التي لم تنشأ بناء على دراسات علمية جادة، أو لم تنفذ بناء على الدراسات التي حددت مواصفاتها.
خلال هذه العقود ظهرت مخططات أثبتت الأحداث الأخيرة أنها لم تكن سوى مخططات للوقوع في شرك السيل، وأن الذين تولوا تخطيطها لم يراعوا خلوها من أن تكون منطقة متعرضة لخطر السيل بقدر ما راعوا أن تكون مصدرا للكسب، بصرف النظر عما يمكن أن تسببه من خطر لمن سوف يسكنون فيها.
وإذا كانت جدة قد توسعت عمرانيا فإن البنية التحتية لها ظلت هشة فلم تتوافر لها قنوات تصريف المياه، ولم تنشأ سدود حولها تدرأ عنها السيول، إضافة إلى غياب مشاريع أخرى عديدة شارك غيابها في تعرض جدة للكارثة.
ولذلك كله؛ فإن جدة بحاجة لخطة استراتيجية تشارك فيها كافة الإدارات والقطاعات لكي تنهض كل جهة بالدور الذي يمكن له أن ينقذ جدة من كوارث محتملة في السنوات المقبلة، على نمط ما تعرضت له هذا العام والعام قبل الماضي.

شركة متخصصة تباشر صيانة وترميم مدارس جدة

مدت لجنة الطوارئ الخاصة بمتابعة وضع المدارس المتضررة من سيول جدة في اجتماع عُقد مساء أمس شركة صيانة متخصصة للبدء فورا بأعمال الإصلاح وإعادة تأهيل كافة مدارس البنين والبنات التي لحقتها أضرار متفاوتة وفقا لمدير عام الشؤون الإدارية والمالية بوزارة التربية والتعليم صالح الحميدي عقب أن استعرضت لجنة طوارئ الأمطار بتعليم جدة تقريرها الخاص عن أوضاع المدارس بمشاركة لجنة وزارية خاصة. وأكد الحميدي أن الدراسة علقت بشكل جزئي في عدد من المدارس فيما أوقفت الدراسة بشكل نهائي في مدرسة للبنات بسبب تأثر المبنى بشكل كبير ولم يعد تجدي أعمال الترميم نفعا لإعادة تأهيله.
وفيما يتعلق بالمخصصات المالية التي ستقدم للمدارس قال الحميدي:إنها لم تُحدد وإنما أوكل الأمر إلى إدارتي التربية والتعليم للبنين والبنات بجدة حيث ستتولى لجنة طوارئ السيول التي تتمركز بمعهد التربية الفكرية شمال جدة حصر وتحديد كافة الاحتياجات وعلى ضوئها سيتم اعتماد ما يلزم لإعادة الوضع إلى نصابه والعمل على استئناف الدراسة بتلك المباني بأسرع وقت ومع بداية الفصل الدراسي الثاني.

“جدة غرقت” بديلا لـ “جدة غير” على “التويتر والفيس بوك”

تبنى عدد من أهالي جدة حملة إلكترونية على موقع تويتر والفيس بوك للمطالبة بتحويل اسم (جدة غير) إلى (جدة غرقت) وذلك في أول ردة فعل على سوء تصريف مياه الأمطار وعدم رضائهم عن الاستراتيجيات “المزعومة” التي كشفت عن عدم قدرته على مواجهة أمطار أمس..
واعتبر القائمون على الحملة والتي انضم لها عدد من الأكاديمين وفئات المجتمع بكافة مستوياتهم الاجتماعية والعمرية أن إطلاق مسمى (جدة غرقت) هو الأنسب لعروس البحر التي خذلها عدد من القائمين على مشاريع تصريف المياه معربين عن امتنانهم وتقديرهم لملك الإنسانية الذي وجه بتوفير كل التعزيزات وبشكل عاجل؛ للحد من الأضرار التي واكبت الأمطار والسيول وقراره التاريخي بمحاسبة المتهاونين في هذا الأمر الخطير بالحساب الشديد وأكد المشاركون في الحملة أنهم لم يتوقعوا أن يصل الحال بمدينتهم الجميلة إلى أن مشاريع تصريف مياه الأمطار التي استطاعت الصمود أمام مياه الأمطار لم تتجاوز 10% من إجمالي مواقع تصريف مياه الأمطار بمختلف شوارع وأحياء جدة مبدين دهشتهم من عدم صلاحية النسبة الأخرى التي تصل إلى 90% من مواقع تصريف مياه الأمطار المتعطلة وهو الأمر الذي يجعل الجميع يتساءلون عن المبالغ التي صرفت لهذه المشاريع خلال السنوات الماضية.

10 وفيات و114 مصابا و3 مفقودين و7 آلاف مسكن و4 آلاف سيارة أتلفتها سيول الأربعاء

قال اللواء محمد عبدالله القرني مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة بالدفاع المدني: إن التقديراتوالرصد المبدئي للأضرار التي خلفتها السيول والأمطار بمدينة جدة ترمي أن هناك مايقارب 4 آلاف مركبة متضررة و7 آلاف مسكن تضرر من جرًاء الأمطار والسيول على مدينة جدة. وكشف اللواء محمد القرني أن عدد المتوفين ارتفع إلى 10من جنسيات مختلفة حيث عثرت الشرطة على خمس جثث أما الدفاع المدني فعثر على خمس جثث أخرى أما المفقودون فوصل عددهم إلى 3 مفقودين وهي بلاغات جديدة أما عن الإصابات فقد وصل عددها إلى 114 إصابة تم معالجة 100 مصاب وخرجوا من المستشفيات أما 14 مصابا فـ 3 منهم في العناية المركزة و11 في التنويم لمتابعة حالتهم من قبل الطاقم الطبي في المستشفيات.

أسماء المتوفين والمفقودين في أمطار جدة

أصدر المركز الإعلامي التابع للدفاع المدني بجدة بيانا باسماء المتوفين والمفقودين على النحو التالي المتوفون هم:
-سعد عبدالله الديمامي( سعودي) 18 عاما.و عبدالمحسن عوض المطيري 12 عاما( سعودي) وسبب الوفاة غرقا - الجهة المباشرة الدفاع المدني وأميرة ادم محمد اسحاق 7 سنوات تشادية.وفاطمة ادم محمد اسحاق - 4 سنوات تشادية، وسبب الوفاة - صعق كهربائي - الجهة المباشرة الشرطة ومحمد احمد حيدر علي( يمني) 49 عاما - سبب الوفاة - غرقا - الجهة المباشرة الدفاع المدني ورجب حبيب كراديشي( تركي) 55 عاما سبب الوفاة - غرقا - الجهة المباشرة الدفاع المدني. ومحمد حسنين فودة( مصري) 80 عاما - سبب الوفاة - غرقا والجهة المباشرة الدفاع المدني ونيلو مات ( فلبيني) -57 عاما سبب الوفاة - صعق كهربائي - الجهة المباشرة الشرطة وأنور على إدريس( بنجلاديشي) 42 - سبب الوفاة - صعق كهربائي - الجهة المباشرة الشرطة وبارا مود كومار( نيبالي) - لم يحدد العمر سبب الوفاة - صعق كهربائي - الجهة المباشرة الشرطة. المفقودون ثلاثة وكلهم سعوديون وهم: خالد عمرو الجحدلي - 18 عاما ومحمد فيصل السبيعي - 30 عاما وسامي جمعان المالكي - 30 عاما

استئناف الاختبارات في مدارس جدة بعد الإجازة

وجه الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم تعليق الدراسة في كافة المدارس الحكومية والأهلية في جدة من اليوم حتى الأربعاء المقبل، محددا بداية الدراسة في التاسع من ربيع الأول، وانطلاق الاختبارات في اليوم التالي المتمثل في العاشر من ربيع الأول.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني أن القرار صدر بناء على توصيات مديري التربية والتعليم في محافظة جدة المبنية على مقترحات مديري ومديرات المدارس وأولياء الأمور بتأجيل الاختبارات لمراعاة أوضاع الطلاب والطالبات حيال استمرار الدراسة في الأسبوع المقبل.
وأفاد الدخيني بأن وزير التربية والتعليم وجه باستكمال كافة الإجراءات لصيانة المدارس في الأسبوعين المقبلين، والتأكد من سلامة المباني لاستقبال الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، وتوفير كافة الإمكانات لهذا الغرض وفق ما تم منحه من صلاحيات مالية وإدارية في هذا الشأن.
وكان الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم، أوضح لـ«عـكاظ» أمس الأول أن الضرر وقع على 80 مدرسة، وتوجد لجنة تعمل على إصلاح التيار الكهربائي وهذا أمر بسيط مقارنة بأعداد المدارس في جدة، إذ أن غالبيتها في إجازة عدا 450 مدرسة تؤدى فيها اختبارات نصف العام. («عـكاظ» ــ 24/2/1431هـ)
ولفت وزير التربية إلى إتمام التنسيق مع الجهات المختصة لحظة هطول الأمطار لإخلاء المدارس وتأمين سكن للمعلمات في المواقع القريبة من المدارس حتى إعادتهم إلى منازلهم. 
إلى ذلك، أبرقت وزارة التربية والتعليم توجيها عاجلا لجميع إدارات التربية والتعليم في مناطق المملكة بتهيئة المدارس والرفع من درجة تأهبها تجنبا لأي طارئ نتيجة هطول الأمطار المتتابعة على مناطق المملكة.
وطالبت التربية لجان الطوارئ المقررة بحماية الطالبات والطلاب في إدارات التعليم من أي كوارث بتجاوز المنطق التنظيري والخروج بآلية عمل واضحة تسهم في توعية الميدان والمنسوبين بكيفية التعامل مع الظروف خاصة عند هطول الأمطار.
وأبلغت الوزارة قطاعاتها التعليمة بنشر التعليمات لجميع الطالبات والطلاب في كيفية التعامل الحسن مع كثافة هطول الأمطار داخل وخارج المدارس ومن ذلك تنبيههم بعدم الخروج إلى النزهة عند ملاحظة أجواء مهيأة لهطول المطر، وتحذيرهم من البقاء في بطون الأودية والأماكن المنخفضة إذا هطلت الأمطار والمسارعة باللجوء إلى المناطق المرتفعة.
ونبهت التربية بطريقة التعامل عند هطول الأمطار داخل المدارس بحيث يتم تحذير الطلاب والطالبات للابتعاد عن خطوط نقاط توزيع الكهرباء وعن الأسلاك المكشوفة والبقاء في المدرسة حتى تصدر التوجيهات بالمغادرة، وعدم محاولة تخطي المستنقعات المائية سيرا على الأقدام درءا لوجود حفر مطمورة بالمياه تفاديا للإصابة بحالة صعق كهربائي خاصة في المناطق التي بها نقاط توزيع كهربائي.
وتضمنت التنبيهات، تحذير الطالبات والطلاب من السير في الشوارع أثناء الأمطار تحوطا من الرياح والعواصف الرعدية المتسببة في سقوط الأعمدة والأشياء المرتفعة، الابتعاد عن المنازل المتصدعة والمهيأة للسقوط، توضيح طرق التعامل عند محاصرة المياه لهم وتوعيتهم بعدم المخاطرة والبقاء في مكان آمن قدر المستطاع، الاتصال بالجهات المعنية بكل هدوء، وعدم المرور بالقرب من مجاري السيول أو المستنقعات المائية أو التمديدات الكهربائية المكشوفة ذات الضغط العالي أو الوقوف بالقرب منها.

كارثة جدة وغياب الأمانة

أشار مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس إلى أن ما أصاب جدة من السيول التي تسببت فيها الأمطار أمر عظيم مؤكدا على ضرورة مراعاة المسؤولين عن المشاريع للأمانة ومحاسبة أنفسهم قبل أن يحاسبهم المسؤولون محذرا بأن الله سوف يحاسب المقصرين إن استطاعوا أن يتخلصوا من محاسبة الناس لهم.
وفي الصدد نفسه تحدث إمام وخطيب الحرم المكي الشيخ سعود الشريم في خطبة الجمعة كذلك إلى أن من الغلط أن يقصر المتخصص فلا يحاسب على تقصيره لاسيما إذا كان يتعلق بمصلحة عامة من مصالح المسلمين دينية كانت أو دنيوية ومنها ما كان من تضرر المتضررين من السيول الجارفة والذين وصفهم إمام وخطيب الحرم المكي بأنهم ضحية المقصرين بالأمانة التي أوكلها إليهم ولي الأمر وحذرهم من التقصير فيها أكثر من مرة وبين أن المقصر سيحاسب.
والإمامان الجليلان بما واكبا به أحداث جدة وما ألحقته السيول بها من أضرار أكدا على أن ذلك لم يكن ليحدث لو أن المشاريع التي أقيمت فيها روعي في تنفيذها مفهوم الأمانة التي هي خلق إسلامي يعرف المسلم أنه مسؤول عنه أمام ربه، وقد أكد الإمامان أن ما يلقاه المقصرون في أداء الأمانة من محاسبة ولي الأمر لهم سوف تتبعه محاسبة الله لهم لما فرطوا فيه من أمانة هم مسؤولون عنها أمام الله.
خطبتا الجمعة من الحرم المكي ومن الجامع الكبير ترسخ مفهوما أساسيا يتمثل في أن ما حدث إذا ما كان داخلا في دائرة المسؤولية الوظيفية فإنه في الوقت نفسه داخل في دائرة المسؤولية الدينية التي كان ينبغي لها