السبت، 29 يناير 2011

استراتيجية لإنقاذ جدة

لم يكن الخلل الذي أدى إلى أن تكون جدة مسرحا لكارثة السيول التي اجتاحتها خللا وليد مشروع محدد، كما لم يكن ناتجا عن إهمال وتقصير ولا مبالاة جهة محددة، ذلك أن جملة من المشاريع الغائبة والمشاريع التي لم تنفذ كما كان ينبغي لها أن تنفذ شكلت حزمة من الأخطاء التي تسببت فيما حدث لجدة، وكذلك فإن أخطاء وإهمال ولا مبالاة عدد من الجهات والمؤسسات تكمن وراء تلك الكارثة التي شهدتها جدة العام قبل الماضي وهذا العام.
جدة ضحية الأمطار والسيول وضحية عقود من تساهل جهات عدة في القيام بالأمانة الموكولة إليها، كما أنها ضحية عدد من المشاريع التي لم تنشأ بناء على دراسات علمية جادة، أو لم تنفذ بناء على الدراسات التي حددت مواصفاتها.
خلال هذه العقود ظهرت مخططات أثبتت الأحداث الأخيرة أنها لم تكن سوى مخططات للوقوع في شرك السيل، وأن الذين تولوا تخطيطها لم يراعوا خلوها من أن تكون منطقة متعرضة لخطر السيل بقدر ما راعوا أن تكون مصدرا للكسب، بصرف النظر عما يمكن أن تسببه من خطر لمن سوف يسكنون فيها.
وإذا كانت جدة قد توسعت عمرانيا فإن البنية التحتية لها ظلت هشة فلم تتوافر لها قنوات تصريف المياه، ولم تنشأ سدود حولها تدرأ عنها السيول، إضافة إلى غياب مشاريع أخرى عديدة شارك غيابها في تعرض جدة للكارثة.
ولذلك كله؛ فإن جدة بحاجة لخطة استراتيجية تشارك فيها كافة الإدارات والقطاعات لكي تنهض كل جهة بالدور الذي يمكن له أن ينقذ جدة من كوارث محتملة في السنوات المقبلة، على نمط ما تعرضت له هذا العام والعام قبل الماضي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق