السبت، 29 يناير 2011

كارثة جدة وغياب الأمانة

أشار مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس إلى أن ما أصاب جدة من السيول التي تسببت فيها الأمطار أمر عظيم مؤكدا على ضرورة مراعاة المسؤولين عن المشاريع للأمانة ومحاسبة أنفسهم قبل أن يحاسبهم المسؤولون محذرا بأن الله سوف يحاسب المقصرين إن استطاعوا أن يتخلصوا من محاسبة الناس لهم.
وفي الصدد نفسه تحدث إمام وخطيب الحرم المكي الشيخ سعود الشريم في خطبة الجمعة كذلك إلى أن من الغلط أن يقصر المتخصص فلا يحاسب على تقصيره لاسيما إذا كان يتعلق بمصلحة عامة من مصالح المسلمين دينية كانت أو دنيوية ومنها ما كان من تضرر المتضررين من السيول الجارفة والذين وصفهم إمام وخطيب الحرم المكي بأنهم ضحية المقصرين بالأمانة التي أوكلها إليهم ولي الأمر وحذرهم من التقصير فيها أكثر من مرة وبين أن المقصر سيحاسب.
والإمامان الجليلان بما واكبا به أحداث جدة وما ألحقته السيول بها من أضرار أكدا على أن ذلك لم يكن ليحدث لو أن المشاريع التي أقيمت فيها روعي في تنفيذها مفهوم الأمانة التي هي خلق إسلامي يعرف المسلم أنه مسؤول عنه أمام ربه، وقد أكد الإمامان أن ما يلقاه المقصرون في أداء الأمانة من محاسبة ولي الأمر لهم سوف تتبعه محاسبة الله لهم لما فرطوا فيه من أمانة هم مسؤولون عنها أمام الله.
خطبتا الجمعة من الحرم المكي ومن الجامع الكبير ترسخ مفهوما أساسيا يتمثل في أن ما حدث إذا ما كان داخلا في دائرة المسؤولية الوظيفية فإنه في الوقت نفسه داخل في دائرة المسؤولية الدينية التي كان ينبغي لها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق