الأحد، 30 يناير 2011

متطوعون ينهون تنظيف مساجد في أحياء النخيل وأم الخير

قام تجمع تطوعي خيري بجدة بتنظيف وإعادة تهيئة وصيانة عدد من المساجد المتضررة بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها أرجاء محافظة جدة ناجم عن ارتفاع في منسوب المياه في بعض الشوارع والأحياء.حيث أنهى المتطوعون المنخرطون في التجمع التطوعي الخيري تنظيف وتهيئة المساجد المتضررة وتمهيد الطرق إليها بدءًا من فجر الجمعة الماضي حيث تم الانتهاء من تنظيف مسجدي الوفاء والزمزمي بحي النخيل ومسجدي الشربتلي 1، والشربتلي 2 بحي أم الخير. وتستمر حاليًا أعمال التنظيف وإعادة تهيئة المساجد والجوامع للمصلين وصيانتها فضلاً عن تمهيد الطرق إليها حتى يتم الانتهاء منها جميعاً بإذن الله في أقرب وقت. ومن جهة أخرى أكد عبدالعزيز حنفي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة أن جميع العاملين في حلقات التحفيظ بجدة يقومون بدورهم في مساعدة المتضررين من السيول والأمطار، والتعاون مع الجهات المسؤولة في الإنقاذ وتقديم المساعدة.وقال: إن الحلقات تم إيقافها بسبب السيول والأمطار ووجهنا المعلمين والمحفظين والطلاب الكبار ليقوموا بدورهم في المساعدة والإنقاذ كلٌ في الحي الذي يسكن فيه، والتعاون مع الدفاع المدني والإسعاف والهلال الأحمر وفرق الطوارئ، وأشار إلى أن الجمعية ستشارك في تنظيف المدارس الحكومية والمساجد والجوامع وإصلاح ما لحق بها من أضرار كبيرة بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية، لافتاً إلى أن الجمعية لديها فرق وبرنامج محدد لتنظيف وصيانة وإصلاح أوضاع المدارس والمساجد، منوهاً إلى أن الجمعية لها تجربة سابقة في كارثة جدة الماضية.من جهته كشف مدير عام الجمعية إبراهيم الخميس أن الجمعية شاركت في بداية هطول الأمطار وتوقف حركة المرور بمساعدة المتضررين، وتقوم حالياً بالتنسيق مع جهات خيرية لتوزيع المواد الغذائية على المتضررين مشيراً إلى أن برنامج الجمعية في خدمة المجتمع برنامج متكامل وأن هذه المشاركة تأتي من منطلق دورنا أبناء لهذا الوطن المعطاء،مؤكداً أن أهل القرآن هم في طليعة من يقومون بتقديم المساعدة والدعم للمتضررين

نشامى “جدة”


كم أعجتني جحافل الإنقاذ البشرية التي يبذلها أهالي جدة من أجل أولئك المتضررين والمنكوبين من جراّء الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة .. فتلك الجحافل البشرية تؤدي الأمانة الإنسانية التي أوجدها الله في كل نفس مؤمنة مطمئنة .. فكم من طرق ومدارس ودوائر ومناطق شتى شهدت الأمطار والكوارث وتصدى لها رجالات ونسوة بكل ما أوتوا من قوة فقد بذلوا أموالهم وأنفسهم ومنازلهم ودورهم من أجل الإيواء وتيسير سبل العلاج والطعام.
فمن هذه الكلمات الثنائية أرفع شكري وامتناني ودعواتي الصادقة لأولئك المتضررين بأن يُرفع عنهم الكرب والمصاب ويعودوا إلى ذويهم وأهليهم بامتع صحة وسلامة فوالله إن ما رأيناه في جدة لشيء ينُدى له الجبين ولكن عزاءنا في أولئك النشامى من شباب جدة وشاباتها الذين قدّموا كل شيء من أجل جدة فهم يقطعون الطرق الرئيسة ويفتحون منازلهم ومكاتبهم ويقدّمون خدمات نبيلة وقوية لأجل كل منكوب ومتضرر.
فهؤلاء النشامى يستحقون منّا التكريم والتبجيل والتقدير لأن نفوسهم الأمينة أبت أن تترك كل محتاج وملهوف ومتضرر على قارعة الطريق يتجرع الأسى والكمد.

أمطار جدة..العيب علينا!!

عيب علينا لو تكررت أزمة أمطار جدة من خسائر بشرية وتلفيات وتراكمات للمياه الراكدة، هذا ما قاله أمين محافظة جدة عند توليه زمام الأمور وسمعه ذلك الوقت، لكن مع الأسف تكررت بل وزاد الطين بله ما احدثته بعض الموظفات في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة عندما بدأ هطول المطر بشدة وحاول عدد من الطالبات والموظفات استدعاء أولياء أمورهن للخروج إلى المنازل قبل أن تشتد حالة الذعر التي وصلن لها، ليتفاجأن برفض شديد من المسؤولات من عميدات ووكيلات الكليات للخروج، وبعد ساعات من المعمعة واختناق المباني وبعد أن أصبن الطالبات وصغار الموظفات اللآتي أبين عليهن الخروج، هربن هن والمديرات اللاتي مانعن مخالفة الأنظمة والقوانين التي تلقينها حسب افادتهن بذلك، علمًا بأن هناك العديد من الموظفات علمن عن التعميم الذي وصل للإدارة العليا بجامعة الملك عبدالعزيز الذي يحذر من استمرار أيام العمل ليوم الأربعاء، لم يبق للمسؤولات سوى أن هربن مع السائقين وتركن من بقي داخل المباني دون كهرباء وغذاء وماء من الساعة السابعة والنصف صباحًا حتى الخامسة والنصف مساء، فلم يستطع بعد ذلك أولياء الأمور الوصول داخل أسوار الجامعة للبحث عن بناتهم، بل ازدات الطرق خطورة مع استمرار ارتفاع منسوب المياة حتى بلغ المترين ليغطي المركبات، وبذلك يظهر العيب علينا كما أسلفت في بداية الحديث بكلمة معاليه.
انهار السد الاحترازي، وامتلأت الأنفاق التي صرفت لها ميزانيات طائلة من أجل تحقيق منافذ للتصريف، وتقلعت الأرصفة وممرات الأسلفت التي خصصت لها ميزانية لا محدودة من أجل اعادة بنائها وتعزيز قواها.
يبدو أننا نسينا أن نستكمل الجزء الثاني من كارثة العام الماضي وربما سوف يطول المطال وتستمر حلقات الكوارث
والعشوائية والأخطاء والمشروعات الاحترازية المخطط لها حتى ننافس أطول المسلسلات المكسيكية الذي بدأ ما قبل عام 1400هـ.
اقترح بأن تنتهي المسرحيات الموسمية التي تؤلفها الأمانة ويقوم عليها بقية الممثلين مع فريق العمل، ونبدأ مرحلة جدية باستقطاب كوادر حقيقية تثمن مسؤولية أرواح البشر وتتحدث باسم الإنسانية في مراعاة تنظيم وتخطيط استراتيجية حقيقية
يتم تنفيذها خلال أشهر بشركات ذات جودة وقيمة عالية وعقول مفكرة بدراسة كافية ومهارات عالية. وشكرًا للجامعة
ولسعادة المسؤولات اللاتي كذبن الصحفيين الذين اتصلوا للاطمئنان على حالات الطالبات والموظفات.

الكهرباء: تعذر إعادة التيار لأكثر من ألف مشترك

أوضحت الشركة السعودية للكهرباء بأن العمل لا يزال جارياً لإعادة الخدمة للمشتركين لعدد من المواقع المتأثرة جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة جدة يوم الأربعاء الماضي. وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس علي بن صالح البراك أن الشركة ستعيد الخدمة للمشتركين حال زوال الخطر عن تلك المناطق وسماح الدفاع المدني للشركة بتوصيل التيار الكهربائي. وبين المهندس البراك أن الشركة قد استنفرت جميع المختصين من المهندسين والفنيين والمقاولين ورفع درجة الاستعداد لمواجهة الحدث بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدفاع المدني لضمان سرعة إصلاح الأعطال وإعادة الخدمة الكهربائية للمشتركين المتأثرين، مشيرا إلى أنه لم يتبقَ سوى 1070 مشتركاً تعذر على الشركة إعادة الخدمة لهم بسبب صعوبة الوصول إلى مواقع محطات الكهرباء التي تغذي مساكنهم نتيجة لارتفاع منسوب مياه الأمطار في الشوارع

الكهرباء” تستعين بالقوارب المطاطية لإعادة التيار لـ(118.510) مشتركين

استعانت شركة كهرباء جدة بالقوارب المطاطية لإعادة التيار الكهربائي للمنازل المتضررة، جراء أمطار الاربعاء الماضي.
وأشار مصدر مسؤول بشركة الكهرباء لـ “المدينة” أن عدد المنازل المتأثرة بفصل التيار الكهربائي نتيجة لمداهمة المياه لها والبالغة (118510) مشتركين، وتم من خلال العمل المتواصل لمنسوبي شركة الكهرباء إعادة التيار لـ 117440 مشتركًا، فيما تتواصل الجهود لإعادة الكهرباء للمنازل المتبقية والتي تبلغ 1070 مشتركًا.
وأشار المصدر نفسه بأنه فور وقوع كارثة الأمطار تم استنفار جميع المختصين من المهندسين والفنيين والمقاولين، ورفع درجة الاستعداد لمواجهة الحدث بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدفاع المدني لضمان سرعة إصلاح الأعطال، وإعادة التيار الكهربائي إلى المشتركين وفق خطة الطوارئ المعدة مسبقاً لمثل هذه الحالات، مشيرًا إلى أن أبرز الصعوبات التي واجهتهم تكمن في صعوبة الوصول إلى المواقع بسبب ارتفاع منسوب مياه الأمطار في الشوارع بجوار المحطات، وإغلاق بعض الطرق من قبل الدفاع المدني وإدارة المرور، بالإضافة إلى أن المياه غمرت محطات كثيرة في المغذيات المفصولة، مما نتج عنه خطورة في إعادة التيار الكهربائي للمشتركين في بعض المناطق لوقوعها بمجرى السيول.
وتم التغلب على هذه الصعوبات من خلال استخدام القوارب المائية بالتنسيق مع حرس الحدود وخاصة في حي التوفيق(شرق السريع) لإيصال المشغلين إلى مواقع المحطات للكشف عليها، وتم إكمال اللازم وكذلك يتم الاستعانة بالدفاع المدني والأمانة لسحب المياه وإكمال اللازم.

سيول “نخيل جدة”.. حكاية خراب وراء كل باب


نتقى سيل الأربعاء من أحياء جدة مواقع بعينها لتكون مسرحه الكبير ومستقر مياهه التى لا ترحم عجوزا ولا طفلا صغيرا بل وآثر أن يقدم لنا مشاهد للخراب أكبر من توقعات البشر وخيالاتهم أيضا ساخرا من الجهود “الكسيحة” التى تشدق بها المسؤولون ممن أوكلتهم الأيام حماية العروس وصونها وحملتهم مسؤولية الحفاظ على سلامة انسانها . وعلى الرغم من تباين أشكال المآسى التى تجرعها أبناء جدة فى صراعهم مع سيل الأربعاء يبقى حي النخيل هو أكثر الأحياء دفعا للضريبة ويبقى سكانه – إن جاز التعبير – البطل الأول في قصة الصراع “غير المتكافئ” بين السيل المرتدي ثوب الموت والانسان المسالم النائم على فراش الأمان . “المدينة” قامت بجولتها داخل حي النخيل الذى لم يعد له نصيبا من اسمه “المثمر” وتجولت بالكاميرا داخل بيوت كانت بالأمس عامرة والتقت رجالا وأطفالا قدموا الدموع بديلا عن مفردات القواميس “المملة” والتي لم تعد تحرك الضمائر أو تحفز المسؤولين.
*************************
مأساة العوفي
في بيت مصلح العوفي الرجل الذى أوهنه المرض وأعجزه عن الحركة كانت الحكاية الأولى التي حركت مدامعنا ووقفنا أمام فصولها في ذهول غريب. فالمياه أعلنت تحديها الصارخ لهذا الرجل المعاق وسخرت من ضعفه وضعف أولاده الصغار واجتاحت منزله ذا الطابقين بلا رحمة وكأنها على يقين بأنه لا حيلة للمعاق أمام سيل قـادم بأقدام القوة وأيادي الجبروت.
لم يفكر العوفي في الموت بل انحصر تفكيره في سلامة أبنائه ممن هربوا من الماء الى لا مكان. وعلت صرخاتهم الى حد أسمعت الجميع. حتى انه تمنى لو كان لحظتها صحيحا معافى لهزم السيل الذى جاء ليسرق أولاده الصغار. ولأنه انسان تعلق قلبه بالرحمن منحه الله قوة لم يستشعرها من قبل وأصبح يركض يمينا ويسارا ليلحق بزوجته وفلذات كبده في يوم وصفه بـ قيامة الأرض وبالفعل نجح العوفى في الهروب بعائلته إلى سقف المنزل مكتفيا بغرفة خشبيه صغيرة تحميهم من عذابات هذا اليوم . حتى اذا ما هدأ السيل عاد العوفى ليطل بعينيه على منزله ليرى صورة الخراب وقد ارتسمت على كل أثاث البيت .حتى سرير النوم الذى كان ملاذا للجسد المتعب تحول الى بركة ماء كبيرة . مشاهد تستدعى الدموع من المآقى والعوفي يستعرض لنا أثاث البيت ويقول “هنا كان السرير وهنا كانت غرفة الصغار” كلمات بأفعال الماضي البعيد أما الحاضر فتحكيه الصور المفجعة والمؤلمة التي تدلل على انتصار السيل وهزيمة الانسان . الغريب أن يد العوفى العاجزة لم تعد الآن عاجزة فلقد كساها “الطين” وأغرقتها المياه كما أن ملابسه التي ظلت على حالها طيلة الأيام الأربعة دللت لنا على شرف المحاولة وحلم النجاة المشروع . وعلى الرغم من بانوراما الخراب في منزل الرجل المعاق الا ان دموع صغاره “بنات وأولاد” كانت وحدها المترجم للحكاية. فالأطفال يبحثون عن دفتر الواجب الذي طلب المعلم رؤيته في الغد وآخر يبكي ضياع قلمه الجديد الذي اشتراه بريالين من يومين. في بيت العوفي كل شخص يبحث عن مفقود ولكن للأسف كل شيء مفقود ولا شيء صالح الا عافية الأحياء.
حيتان الخراب
انتقلنا بعدسة “المدينة” لبيت آخر بل قل مسرحا جديدا . فأمام بيت جابر الخطابي احد ضحايا السيل الجارف رأيناه جالسا على كرسي خشبي ينتظر من يشاركه النحيب على الذكريات يتمتم بكلمات “أنا سمكة” ويقول “حسبي الله ونعم الوكيل فلقد ضاع بيتى حلم حياتى الوحيد بسبب السيول وحيتان الفساد ولم يعد هناك ما اعيش من أجله . لقد هربت بأولادى من مياه السيل وساعدني الجيران في نقل اسرتي إلى بيت أمى بـ “دوار الفلك” وبقيت أنا هنا وحدي أحاول لملمة ما تبقى من أثاث وللأسف لا اجد شيئا اجمعه . صدقوني كل شيء في حياتي توقف ولا أدرى اين أذهب ؟ لا تحمّلوا السيل أكثر مما يحتمل بل حاسبوا حيتان الخراب ممن يتربحون بأوجاعنا . لم يتمالك الخطابي دموعه وقال اكتبوا عنى بلاخوف “لا سامح الله من تسبب في عذابي وتشريد صغاري وضياع ممتلكاتي”.
حكاية الخوف
عبدالرحمن الصاعدي موظف الشؤون الصحية حكاية أخرى عنوانها “الخوف” حيث حضر من عمله ليجد أولاده وقد احتجزهم السيل وباتوا يطلون عليه من أعلى البيت ويصرخون “اطلع بابا” فكل طرف يخاف فقد الآخر وعدم رؤيته مرة أخرى. 8 ساعات كاملة والصاعدي ينتظر وسط السيل واصفا المشهد بـ “الأصعب والأكثر مرارة” ونفس الساعات تنتظرها الزوجة والأولاد واصفين المشهد “بالموت البطيء” حتى تفتق ذهن الرجل لاستدعاء إخوته الذين ساعدوه بحيل جديدة للصعود الى سقف المنزل وتخليص صغاره من أسر السيل الخانق وبدأوا في السباحة مجتمعين قرابة 4 كيلو متر وسط صرخات الخوف التي تصم المسامع.
نجح الصاعدي بعد رحلة الساعات الطويلة في نقل الصغار الى حي الجامعة ضيوفا على منزل أخيه وعاد من جديد ليكون حارس البيت الخرب قائلا “سينهار بيتى لا محالة” فقد عبثت المياه بأساسه ولم يعد يقوى على الصمود . وصرخ الصاعدي قائلا .. أين الأمانة ومسؤولوها . وأين الدفاع المدني وآلياته . وأين الضمائر الحيّة وجميعنا مسلمون؟
عادل إمام السعودي
انتقلنا بعدسة المدينة حافظة ذكريات بانوراما الموت إلى بيت فهد المدني ضحية جديدة ليستقبلنا بثوب النوم وبعينين زائغتين لاتعرف علام تطل وإلى أين تتجه بنظرها. حاولنا تهدئته فروى لنا حكايته بابتسامة لا تفارقه قائلا “السيارة تجري والكنب يجري والملابس تجري” لا شيء يتوقف أمام عيني. كل شيء ضاع مني ولم يعد أمامي هدف الا الحفاظ على صغاري ممن دمر السيل معنوياتهم وباتوا مرضى بـ “فوبيا الخوف” ولا اخفيكم انني اتقمص عن قصد دور النجم الكوميدي عادل إمام من أجل اضحاكهم واستدعاء البسمة على ثغورهم . فلا ذنب لهم وهم جالسون القرفصاء فوق سطح البيت وعلى وجوههم تبدو ملامح الخوف والفزع.
وتعجب المدني من غياب المسؤولين عن حي النخيل وسكانه فوالله لم يقترب منى مسؤول واحد يسألني ماذا حدث لك؟ لذا لا أملك من الكلمات الا “حسبي الله ونعم الوكيل”.
أبو جبل ولصوص السيل
حكاية غازي ابو جبل تبدو مختلفة فلقد ركز الرجل على لصوص السيل ممن حاولوا التربح والكسب من حالة الفوضى التى ألمت بالبيوت والمنازل حتى إنه قال “اللصوص لم يتركوا شيئا حتى كوع السباكة الذي اشتريته منذ يومين سرقوه من منزلي، لا تسألوا عن حالي فقط شاهدوا بيتي واكتبوا ما شئتم فالصور تكفي . فلقد تكلمنا كثيرا ولكن لا حياة لمن تنادي. ماتت الضمائر ولم تعد أمانة جدة ملاذ حماية بل سيفا يخترق صدر البسطاء من أبناء العروس .وقال لقد اتخذنا امانة جدة “فئران تجارب” بخططها واستراتيجياتها العقيمة. فتارة إغلاق سد أم الخير وتارة فتحه وهكذا حتى تأكد لنا اننا مسرح التجريب الأول وأبناؤنا وصغارنا كبش الفداء.
المشاهد والقصص والحكايات تكفينا وتشبعنا للدلاله على ما فضحه السيل من عبث وما أكده من إهمال صارخ بل وتثبت لنا بالصورة لا بالكلمة ما أحدثه السيل من خراب في حي النخيل الذي حسبناه سيطرح لنا تمرا وشهدا فقدم لنا – مجبورا – خرابا تتقيأه الحلوق.
*************************
سكان النخيل يستعينون بـ“الشمس” لتنشيف سياراتهم الغارقة
استعان سكان حي النخيل بالشمس لتنشيف سياراتهم من المياه الآسنة حيث شرع العديد في ترك سياراتهم “مفتوحة” من الداخل لتستقبل شمس النهار كما نشروا على اسوار وارصفة الشوارع بعض المقاعد والدعسات من المياه التي غمرت قرابة 600 سيارة في شوارع حي النخيل. واستقدم العديد منهم بعض الفنيين من اجل مساعدتهم في تشغيل سياراتهم “المعطوبة” ووشوهد العديد من اصحاب السيارات يحملون كاميرات من اجل تصوير سياراتهم وتسجيل الاضرار التي لحقت بها من اجل البحث عن تعويضات لها. كما استقدم العديد “الونشات غالية السعر” من اجل نقل سياراتهم للورش وللوكالات من اجل الاصلاح.
*************************
جري المواطنين وراء أثاثهم.. مسلسل يحمل عنوان “ السراب”
بدأ سكان حي النخيل - كبارا وصغارا ونساء - في عمليات بحث محلية عن أثاثهم ومقتنياتهم الغارقة من أجل اللحاق بها من قبل أن تذهب الى مكان غير معلوم وقال محمد المالكي انه وعدد من شباب بعض الاحياء شكلوا عبر جوالتهم الخاصة فريق عمليات مصغرة من اجل الابلاغ عن تواجد بعض السيارات التي جرفت الى مناطق اخرى او بعض الاثاث الذي جرفه السيل الى مواقع مجاورة او بعض المستندات الموضوعة في دواليب او خزانات فيما قال مهند الثمالي اننا نركض وراء ما يمكن تسميته بالسراب فالأثاث يظهر أمام اعيننا ويختفي ولا ندرى الى متى سيظل الركض وراء أشيائنا التي سرقها السيل في غفلة من حرّاسها؟

فايز المالكي: رأيت في شباب جدة ما لم أره في أي دولة حبًا للعمل التطوعي

أكد سفير النوايا الحسنة والفنان فايز المالكي أنه رأى في شباب جدة وحبهم للعمل التطوعي مالم يره في شباب العالم أجمع، وقال: «هذا شيء يدعو للفخر والإعتزاز بهم فجميعهم سفراء لأعمال الخير وخير من يمثل بلادهم في حب العطاء». وأضاف في تصريح لـ «المدينة» أثناء تواجده مع المتطوعين في مركز المعارض: أن تواجده هنا منذ يوم أمس والذي سيستمر لأربعة أيام مقبلة ليس لكونه الفنان فايز المالكي وإنما لكونه الإنسان ولإيمانه بأن العمل التطوعي هو ما سيبقى.
وقال: من الواجب علي أن أكون بجانب هؤلاء الشباب المحب لوطنه وهم في النهاية أهلنا وأخواننا يجب أن نتعاون لمؤازتهم ولا أعتقد أن هناك أحد من شباب جدة إلا وتواجد هنا.
وتوجه بشكره لسمو أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل والذي يعمل جاهدا على إعادة كل شيء إلى وضعه الطبيعي بتوجيهاته لكل الجهات، وعلق الأمل بالله ثم بسموه بأن كل شيء سوف يتبدل للأفضل.

“حفرة البغدادية” تبتلع أربع سيارات.. وشهود عيان: لا ندري إن كان بداخلها أحد


ابتلعت حفرة عميقة في حي البغدادية مساحتها حوالي 600 م2 ما زالت مملوءة بالمياه، أربع سيارات بعد أن جرفها السيل وألقى بها فيها، فيما اكتفت الجهات المعنية بوضع شريط أصفر على أطراف الحفرة دون أن تعمل على انتشال السيارات التي تقبع في قاعها.
وقال شهود عيان: إن المياه التي ملأت الحفرة تغمر أربع مركبات ولا يعرفون ما إذا كان داخلها أحد أم لا، وأشاروا إلى أن مالك الأرض قام بإزالة المبنى القديم وحفرها لعمل الأساسات قبل ثلاثة أشهر وبقيت الحفرة على وضعها إلى يوم الأربعاء الماضي، وعندما هطلت الأمطار واشتد جريان السيول جرفت عددًا من السيارات إلى داخل الحفرة.
وذكر محمد علي أنه متأكد من وجود أربع مركبات داخل الحفرة مغمورة بالماء منها مركبة تبدو واضحة عجلاتها على السطح، فيما الثلاث الأخريات غمرتها المياه بالكامل.
وأشار عدنان منديلي إلى أنه ليس متأكدًا من وجود أحد بتلك المركبات أم لا، وبيّن أن المركبات جرفتها السيول وألقت بها داخل الحفرة التي أصبحت مصدر قلق وخطر على أطفال الحي والمارين بجوارها بسبب عمقها وكمية المياه التي بداخلها.

السيول تغرق قيادة دوريات الجنوب وتعطل 40 سيارة

غمرت مياه السيول بمنطقة البلد مقر قيادة دوريات الأمن جنوب جدة وعطلت أكثر من 40 دورية كانت في مواقف القيادة بجوار محطة النقل الجماعي. وذكرت مصادر أن فرقًا من الصيانة بإدارة دوريات الأمن بدأت في سحب السيارات المتعطلة التي غمرتها المياه والعمل على إصلاحها لتباشر مهامها مجددًا في الميدان، حيث تم إرسال فرق من الصيانة إلى مقر دوريات الجنوب لهذا الغرض.
وذكر عاملون بالإدارة أن شدة هطول الأمطار ومداهمة السيول للموقع لم يسعفهم في إنقاذ ما يمكن انقاذه، وأشاروا إلى أن السيول كانت تجري بسرعة وقوة فائقة، ولا يمكن المجازفة بالدخول إلى المواقف. وشوهدت يوم أمس العديد من سيارات الدوريات متوقفة، فيما قام رجال الأمن في القيادة بفتح الأبواب وأغطية مكائنها لتجفيفها ومحاولة إصلاحها وإعادتها للميدان.

سيول السامر تحول دون مراسم عزاء الشهري وأهالي الميت بلا مؤازرين

وقفت تداعيات سيول الأربعاء - التى يتجرع مرارتها حتى اللحظة حي السامر - حائلا دون اتمام مراسم عزاء “الشهري” الذى توفى ليله الأربعاء وأكد عدد من سكان حي السامر4 لـ “المدينة” أنهم عاجزون عن مواساة وتقديم واجب العزاء لابناء جارهم حسن الشهري الذي توفى ليلة الاربعاء مؤكدين ان مياه الامطار اغرقت شوارع الحي وحاصرتها من جميع الجوانب حتى انهم لم يستطيعوا الوصول لمنزل جارهم المتوفى رحمه الله لتقديم العزاء لاسرته وابنائه وألقى الاهالي باللائمة في حديثهم على أمانة جدة التي تسبب إهمالها في إغراق شوارعم ومنازلهم بمياه الامطار الراكدة حتى الان حيث يتساءل كل من عاطي السلمي وسعيد القحطاني عن مشاريع تصريف المياه التي تشدق فيها مسؤولو الامانة خلال الاشهر الماضية حيث أكدوا ان مياه الامطار اختلطت بمياه الصرف الصحي لديهم بالاضافة لعدم قدرتهم على التوجه لمسجد الحي بسبب بحيرات المياه وقال علي الزهراني انه من المحزن ان تصل المأساة بأبناء جاري المتوفي دون ان يجدوا يدا حانية تواسيهم في مصابهم الجلل مما اجبرهم على تأخير واجب العزاء في فقيدهم الغالي بسبب محاصرة المنازل وسكانها في حي السامر والتوفيق بمياه الامطار .فيما اكد الشاب ايمن الغامدي ان المأساة التي خلفتها مياه الامطار جعلتهم محاصرين امام منازلهم حتى الان بالرغم من مروراكثر من 90 ساعة على توقف المطر مبديا خشيته على اشقائه الصغار من الالتماسات الكهربائية بسبب دخول مياه الامطار على الاسلاك الكهربائية.
بعد عام من الانتظار اقترح فريق الدراسات والتصاميم في امانة جدة عدة حلول عاجلة لايقاف غرق نفقي الجامعةوالملك عبدالله اللذين غمرا بالمياه للمرة الثانية خلال الامطار التي هطلت مؤخرا . وأشار مصدر مسؤول في الامانة الى ان الفريق اقترح بالنسبة لنفق الجامعة رفع المياه بالمضخات من نفق الجامعة إلى بحيرة داخل ارض الجامعة ومنها إلى شبكة الأمطار عند تلاقي شارع الجامعة مع طريق عبدالله السليمان . كما يشمل انشاء عبّارة تصريف مياه الأمطار في شارع الجامعة تصل إلى البحر في المنطقة ما بين ميناء جدة الإسلامي وارامكو بسعة 4م2 . وشمل المقترح انشاء خط للتصريف بالميول الطبيعي بقطر (1400ملم) لتمديده إلى ميدان الجامعة مع سحب نقطة التجمع لميدان الملك عبدالعزيز.
واوضح المصدر انه بالنسبة لنفق الملك عبدالله الذى عاني بشدة بسبب امطار الاربعاء الماضي فان المقترح يتضمن انشاء عبّارة تصرف مياه الأمطار على بحيرة الأمانة وانشاء خط للتصريف بالميول الطبيعي بقطر (1600ملم) على البحر بالمرور على شارع حائل ومنه إلى شارع المعادي وتصريف النفق الجديد عليه المقام في شارع الأندلس ونقطة تجميع في الركن الشمالي الشرقي لشركة الكهرباء والاستفادة من فرق المنسوب خاصة ان طريق المدينة أعلى من البحر بحوالى 10 أمتار، وتغيير اتجاه المسار باتجاه شارع حائل إلى شارع المعادي بسبب الميول من جهته رأى المهندس حسنى كلكتاوى مدير ادارة الطرق في الامانة في تعليقه على هذه المقترحات ان هذه الحلول جيدة ولكن بصفة مؤقتة الى أن يتم عمل نفق التصريف على طريق الملك عبدالله والذي سيخدم المنطقتين وبالإمكان استخدام أنابيب بولي إيثلين بالقطر والمنسوب المناسب حسب كميات مياه المطر (الأفضل والأسرع تنفيذا) وذلك بدلا من العبّارات الصندوقية الخرسانية . وقال انه لتحقيق ذلك يجب عمل دراسة هيدرولوجية للمناسيب وكميات المياه

قراء “ المدينة ” يطالبون بمعاقبة المتسببين بـ “الكارثة” وإعادة النظر في مسار قطار الحرمين


واكبت "المدينة" على مدى الأيام الماضية تغطية أحداث "كارثة جدة 2"، إثر الأمطار التي شهدتها المحافظة الأربعاء الماضي، بالكلمة والصورة، وتميّز مراسلوها ومصوروها في نقل الحدث بكافة تفاصيله إلى القراء بالرغم من الصعوبات التي واجهتهم في الميدان خاصة في ما يتعلق بالتنقل والتحرك بين المواقع المنكوبة.
وبالمقابل تفاعل قراء "المدينة" مع الأحداث ومجرياتها عبر ردودهم التي دوّنوها على موقع الصحيفة الإلكتروني، وقدّروا معاينة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بنفسه للأضرار التي خلّفتها الأمطار، وأشاروا إلى أن ذلك يعدّ دليلا على تواضع سموه واهتمامه الكبير وأمانته الشديدة.
وطالب القراء بإعادة النظر في مسار قطار الحرمين المزمع إقامته في الجزيرة الوسطية للطريق السريع، لافتين إلى أن هذا المسار معرّض بشكل كبير لمخاطر الأمطار والسيول.
وشددوا في ردودهم على ضرورة معاقبة المتسببين في "كارثة جدة 2" حتى يكونوا عبرة لغيرهم، مطالبين بسرعة محاكمتهم وعدم التأخر في قضايا الفساد.
وتساءل أحد القراء، عن سبب عدم تنفيذ خمسة سدود أعلن عن وضع خطط لتشييدها العام الماضي، بيد أننا لم نر أيًا منها مع حلول الكارثة الثانية، مطالبا بمحاسبة مقاول مشروع "سد أم الخير" المنهار وكذلك مساءلة مسؤولي أمانة جدة الذين استلموا المشروع، وقال: إن الاسم الذي يجب أن يطلق على "سد أم الخير" هو "سدّ أم الشّر" - حسب رأيه.
واقترح قارئ في ردّه على أحد المواضيع المتعلقة بـ "كارثة جدة 2"، جلب أجهزة إشعاعية متطورة تعمل على تبخير المياه بدلاً من تراكمها وسحبها عبر صهاريج المياه. وطالب أحدهم بتشكيل بلدية جديدة مساندة، فيما طالب آخر، بإسناد المشاريع المستقبلية إلى شركات أجنبية عالمية ذات خبرة وكفاءة عالية، وقال: إن "الدولة تصرف المليارات لتحسين البنية التحتية، إلا أنه لم يطرأ أي تحسن على الأرض!!".
وأضاف: "لو أوكل تنفيذ المشاريع إلى شركات أجنبية عالمية وصرفت هذه الأموال عليها، لأصبحت محافظة جدة تضاهي المدن الأوروبية في ظرف خمس سنوات أو أقل". وفي شأن الأنفاق التي غمرت بعضها المياه، طالب بعض القراء بردمها وأطلقوا عليها "أنفاق الموت"، مؤكدين أن لا فائدة منها إذا كان ضررها أكبر من نفعها!!.
وأكد آخرون أن الأمطار باتت تشكل هاجسا لأهالي جدة ، فالجميع أصبح يعاين السماء قبل مغادرته المنزل، فيما يلغي كثيرون ارتباطاتهم لمجرد رؤيتهم سحابة عابرة خوفا من أن تجرّ وراءها سحبًا كثيفة تكون سببًا في تكرار الكارثة في مدينة لا تقوى على مواجهة أي رشّة مطر رغم الاسم الكبير الذي تحمله "عروس البحر الأحمر!!".

طالبات الجامعة يروين لـ المدينة تفاصيل “ليلة الرعب” ويطالبن بمحاسبة المتسببين


وصف عدد من الطالبات والأساتذة الذين أمضين يوم الأربعاء الماضي داخل جامعة الملك عبدالعزيز بـ (يوم الكوارث)، وذلك بسب
ب الظروف الصعبة التي عاشنها حيث اضطرت الكثيرات منهن للمبيت في الجامعة من أجل سلامتهن. (المدينة) التقت عددًا منهن واستمعت إليهن وهم يروين تفاصيل هذه الماساة بما فيها من ذكريات مؤلمة، مطالبات بمحاسبة المتسببين في هذه “الكارثة” والتي أجبرتهن على أن يعشن “ليلة رعب” داخل الجامعة في ظل هذه الظروف السيئة فيما أهلهن مشغولون عليهن ولا يجدن وسيلة للوصول إليهن أو الاتصال بهن.
الاستاذات تركونا
مروة (إدارة سكن ومؤسسات) تحدثت عن هذا اليوم قائلة: أردت الاعتذار عن الحضور للجامعة بسبب الأحوال الجوية والتحذيرات التي كنا نسمع عنها، لكن أستاذة المادة أصرت على حضور الجميع وقالت (شوية مطر وتعدي)، ترجيناها أنا والعديد من زميلاتي بعدم الحضور ولكن رضخنا لإصرارها وحضرنا مرغمين لنفاجأ بتزايد هطول الأمطار فما كان منها إلا أن خرجت وتركتنا وحدنا، وعندما خرجنا لاحقًا وجدنا العديد من الاستاذات أدخلن سياراتهن إلى داخل الجامعة لتقلهن إلى منازلهن دون أن يعرنا أحد أي اهتمام فجلست وعدد من الزميلات داخل القاعة، وعندما بدأ تسرب المياه عبر السقف خرجنا لنجد بعض المتواجدات يطلبن منا الذهاب إلى مبنى العلوم، وما أن وصلنا إليه جاءت الأوامر بإخلائه فتوجهنا إلى السكن لنظل فيه دون أكل أو شرب، ولم يكن أمامنا من خيار آخر، وعندما قصدنا البقالة داخل السكن فوجئنا بأنها ضاعفت سعر الماء والبسكوت وكان لا بد أن نرضخ للأمر الواقع أو أن نموت من الجوع والعطش.
إصرار غريب
خلود الجهني (إدارة سكن ومؤسسات) كانت أكثر تأثرًا بما حدث حيث تقول: عشت مأساة لم أكن أتخيل أن أعيشها يوما ما، فقد طلبت من أستاذة المادة أن تعفيني من الحضور لأن الوضع سيء لكنها أصرت كما فعلت مع عدد من الزميلات لأخرج من بيتي متوجهة إلى الجامعه تحت الأمطار، وعندما اقتربت من البوابة لم أستطع الدخول فاتصلت بالأستاذة وشرحت لها الوضع فكان ردها (خلاص تعالي السبت اعرضي بحثك)، حينها أصابتني حالة من الذهول، فالشارع مليء بالمياه وسيارتي صغيرة تكاد المياه تغمرها حاولت وقتها معرفة حجم الكارثة من الجهات المعنية، ولكن لم يجبني أحد (الدفاع المدني، الشرطة، والمرور)، وأخيرًا وجدت أحد رجال المرور شرح لي أي الشوارع أسلك بل ظل معنا إلى أن تخطينا احد الشوارع المغمورة بالماء، ورغم كل ذلك احتجزت ست ساعات عند سوق “اوسيس مول” قبل أن يتمكن عمي من الوصول إلي بسيارة جمس مرتفعة وقضيت ليلتي مع أسرته.
وتتعجب خلود من تصرف استاذات الجامعة وإصرارهن الغريب بأن نحضر في أوضاع سيئة، وتضيف: “أنا حالي ولله الحمد أفضل من غيري، لكن لماذا لا يكون هناك تنسيق بين الإدارة وجميع الأقسام بأن يوقفوا الدراسة عند وجود خطر”.
“ليلة الرعب”
وتصف نوف الأسمري (إدارة سكن ومؤسسات) يوم الأربعاء بـ “الكابوس” فتقول: عند خروجي من المنزل لم يكن الوضع سيئًا، وأثناء تواجدي في قاعة الدراسة بدأ هطول الأمطار بشكل مخيف، طلبنا من الدكتورة أن نخرج لكنها رفضت وأصرت على إكمال المحاضرة، إلى أن بدأ الوضع يزيد سوءًا وتسربت المياه إلى داخل القاعة، عندها فقط تم إخلاؤنا إلى مبنى كلية العلوم الذي حدث فيه التماس كهربائي لنذهب إلى المكتبة المركزية، ليتأزم وضعنا أكثر فجميع الحمامات مغلقة، وسقفها بدأ ينهار، والمياه تصل إلى الركب، فأخلونا إلى السكن لنبيت فيه إلى الصباح، وأثناء تواجدنا في السكن بدأت حافلات تأتي لنقل الطالبات إلى منازلهن، ولكن بسبب ارتفاع منسوب المياه في الخارج لم تتمكن مجموعة من الطالبات من المغادرة في اليوم الأول لنبيت مع عدد من منسوبات الجامعة في ليلة هي أشبه ما تكون بـ “ليلة الرعب”، قبل أن أرافق صديقتي التي جاء أخوها وأوصلنا إلى المنزل ونحن في حالة نفسية مزرية، حتى أنني لا أود الخروج من منزلي ولا أستوعب أن أدخل الجامعة مرة أخرى بسبب ماحدث بها.
علقنا ساعة كاملة
هناء الجهني طالبة (قسم الحاسب الآلي) تقول: عند ذهابي للجامعة لم يكن الجو ممطرًا، ولم أتوقع أن يسوء كثيرًا، وعندما بدأ المطر يهطل بغزارة طلبت من الأهل إرسال السيارة، لكنني لم أستطع المغادرة، ومنعتنا الجامعة من الخروج لنبقى في مبنى العلوم قبل أن يحدث فيه التماس كهربائي، حيث طلبوا منا الخروج إلى المكتبة، حينها أصريت على الخروج لأن أخي كان قد أتى، وبالفعل خرجت إلى السيارة سباحة لأن منسوب المياه كان عاليًا، وحاولنا الخروج من بوابة الجامعة لنعلق في المياه لمدة ساعة كاملة قبل أن نتمكن من الوصول إلى منزلنا ولله الحمد.
تجربة مخيفة
فصل آخر من المأساة يرويه الطالب محمد صقر (كلية الطب) قائلا: كنت متواجدًا مع مجموعة من الزملاء قبل أن نفاجأ بأمطار مهولة تحجزنا ولا نستطيع المغادرة، ففضلنا البقاء بالمستشفى، وبالفعل تم التنسيق مع إدارة المستشفى بتخصيص أماكن للطالبات وأخرى معزولة للطلبة، وتم توفير مراتب وأغطية لنا، ورغم أن الوضع كان مستقرًا إلا أن التجربة كانت مخيفة ومريبة للعديد منا حيث شعرنا أننا بمعزل عن العالم الخارجي ونجهل مصيرنا، إلى أن جاء الصباح ووجدنا أن المياه قد خفت قليلا لنتمكن من الخروج ولله الحمد كان وضعنا أهون بكثير من آخرين تعرضوا لكوارث.
هذا ما كنا نريده من الجهات المعنية
ومن قلب الحدث تقول الدكتورة منال مديني وكيلة عمادة شؤون الطالبات للأنشطة: كان يوم الأربعاء “كارثة حقيقية” لسكان جدة، وإن كان الوضع بالنسبة لنا داخل الجامعة أهون بكثير، فعند هطول الأمطار حاولنا تهدئة الطالبات وتجميعهن والذهاب بهن إلى مبانٍ أكبر مساحة (العلوم، المكتبة المركزية، والسكن) وبتنا هناك حتى الصباح، وحاولنا توفير عدد كبير من الوجبات والمشروبات لهن.
وعن الصعوبات التي واجهتها تقول: لم تواجهنا صعوبات سوى نفسية العديد من الطالبات المدمرة، إضافة إلى الرسائل التي تصلنا وتصف الوضع بالخارج بـ “الكارثة” مما كان يوترنا ولا نعلم حقيقة الأمر.
وتضيف: كنا نأمل من الجهات المعنية أن ترسل على جوالاتنا رسائل توضح حقيقة الأمر في الخارج، لأن الاتصال قطع فلم يكن أمامنا غير الرسائل كما كنا نأمل أن تكون هناك جهات معينة تشرح الوضع عن الطرق الآمنة.
لا بد من محاسبة المتسببين
وتطالب الدكتورة آمال بخاري الأستاذ المشارك في الجامعة بمحاسبة المتسببين في كارثة الأربعاء، وتقول: أنا لم أعش الكارثة بمعناها حيث خرجت من الجامعه متوجهة إلى مستشفى المركز الدولي لأجد الشارع كالبحر والسيارات تسبح فدخلت المركز مسرعة لينقطع عنا التيار الكهربائي ونمضي ليلتنا في الظلام دون طعام إلى اليوم الثاني دون أن يُجيبنا أحد من الدفاع المدني أو المرور، ونحن هنا نتساءل عن دورهما في توجيه السيارات والناس العالقين في الطرقات والمباني، كنا نأمل أن يجيبنا أحد ليوضح لنا الطرق التي نستطيع أن نسلكها، لكننا وللأسف ظللنا هائمين بالشوارع لساعات والبعض تعطلت سيارته، لكنني أحمد الله أن وضعي كان أفضل بكثير فقد استطعت الذهاب إلى منزلي في صباح اليوم الثاني بعد جهد وتعب كبيرين.

مرور جدة: تحرير 11 ألف مركبة وسحب 8 آلاف أخرى و90 فردًا للرد على المكالمات

أكّد مدير مرور محافظة جدة العميد محمد القحطاني أن رجال المرور تمكنوا يوم الأربعاء الماضي أثناء هطول الأمطار من إيقاف أكثر من 3 آلاف مركبة على طريق الحرمين وتم مساعدة قائديها وإخلائهم إلى أماكن آمنة قبل وصول مياه الأمطار والسيول القادمة من شرق الخط.
وأشار إلى أنه تم أيضًا تحرير أكثر من 11 ألف مركبة أخرى في عدد من الشوارع والمحاور والتقاطعات الرئيسية في المحافظة وإنقاذ من كانوا فيها إضافة إلى قيام آليات المرور بسحب 8 آلاف مركبة كانت متعطلة بشكل تام وتعيق الحركة في عدد من الشوارع الرئيسية وخاصة في شوارع فلسطين والتحلية والأندلس وطريق المدينة وجسر الخير. وأضاف أن رجال المرور قاموا بإزالة الصبات الخرسانية في الجزر الوسطية في بعض الشوارع وطريق الحرمين من أجل تحرير الحركة المرورية وتسهيلها وإزالة العوائق الترابية وما جرفته السيول من صخور وأخشاب.
ولفت إلى أن غرفة عمليات المرور تلقت يوم الأربعاء الماضي أكثر من 3 آلاف مكالمة كانت تتركز على التبليغ عن الحوادث وطلب المساعدة والإرشاد إلى الطرق الآمنة والمفتوحة أمام الحركة حيث كان أكثر من 90 فردًا وضابطًا يقومون بالرد والتعامل مع هذه المكالمات على مدار الساعة.