الأربعاء، 2 فبراير 2011

مؤشرات الحل الجذري

عندما تحتل مشكلة السيول والأمطار التي داهمت محافظة جدة وما حولها الأربعاء الماضي أولوية متقدمة في اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال أوامره العاجلة والحاسمة التي صدرت بعد فترة وجيزة من سماعه -حفظه الله- بتعرض بعض مناطق جدة للغرق بفعل تلك الأمطار والسيول بمعرفة أسباب المشكلة وعلاجها بشكل فعّال وجذري وتقديم الخدمات والتعويضات العاجلة للمتضررين، ورصد المبالغ اللازمة للوفاء بكافة تلك الاحتياجات، فإن ذلك يدعو إلى التفاؤل والاطمئنان بأن هنالك توجهًا واضحًا لدى القيادة يعكس إرادة صلبة للتصدي لهذه المشكلة التي طالت عن سياقها الزمني، وتسخير كافة الإمكانات والجهود لحلها حلاً جذريًا ضمانًا لعدم تكرارها بما يبدد شبح الخوف والقلق الذي أصبح يعاود أهالي جدة كلّما تلبدت الأفق بالغيوم، وأبرقت السماء، ودوى صوت الرعد.
ما يلفت النظر في التعامل مع تلك المشكلة، ليس فقط العمل التطوعي الرائع الذي قام به شباب جدة، والذي وصل إلى حد القيام بتنظيف بيوت المتضررين، وإنما أيضًا ذلك التجاوب السريع والمتناغم من قبل المسؤولين في تنفيذ الأوامر والتوجيهات السامية، وهو ما تمثل في تشكيل اللجنة التي تم تكليفها على أعلى المستويات للوقوف على أرض الواقع على حجم الأضرار الناجمة عن تلك الأمطار والسيول ولتقصي الحقيقة، ومحاسبة المقصرين.
ما يدعو إلى التفاؤل باقتراب طي صفحة هذه المشكلة احتلالها الأولوية في جلسة مجلس الوزراء أمس الأول برئاسة نائب خادم الحرمين الشريفين وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبدالعزيز ، ووضعها بكل أبعادها وتبعاتها وسبل حلها في عهدة سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز من خلال اللجنة التي تم تكليفها برئاسته عقب صدور الأمر السامي مباشرة بهدف إستراتيجي واضح: حل المشكلة حلاً جذريًا يزرع السكينة والطمأنينة في نفوس أهالي جدة وما حولها.
أول مؤشرات هذا الحل جاءت أمس بالاجتماع الثاني للجنة برئاسة سمو النائب الثاني، وذلك بعد الجولة التفقدية للأحياء المتضررة والوقوف على حجم الأضرار والخسائر التي لحقت بالسكان، بما يعني أن المشكلة أصبحت الآن في عهدة رجال أكفاء يعون جيدًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويعقدون العزم على تحمّلها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق