السبت، 8 يناير 2011

بحيرة المسك الجديدة في ثول



لم أكتب عن ثول في أي يوم من الأيام إلا مدفوعا بحرائق الوله وعواصف الحنين إلى الأرض التي خفق قلبي ونزف حبري وكتبت أجمل قصائدي عنها وفيها ولكن كتابتي عنها يوم الأربعاء الماضي كانت ردة فعل على ماتواجهه القرية من سوء أداء بلديتها لذلك أثارت الكثير وعرفتني على كثير من المآسي التي يعيشها أبناء قريتي وكأنني نكأت دملا من المشاكل التي لا أول ولا آخر لها.

وبالرغم من أنني وعدت بالكتابة عن كارثة بحيرة المسك الجديدة باعتبارها كارثة ما بعدها كارثة وأنموذجا حقيقيا للمعاناة التي يقاسيها الناس هناك إلا أن الذي بان لي أفدح من ذلك بكثير وما هذه البحيرة إلا نقطة من بحر الكوارث التي يعيشها الناس في ثول ويعانون الويل منها

ولكنني سأدع الحديث عن تلك الكوارث ليوم تال وأحدثكم عن كارثة بحيرة المسك الجديدة في ثول فكما تعرفون فإن حقوق الابتكار لهذه البحيرات حق حصري لأمانة جدة التي منذ سنوات وسنوات تحاول الوصول لحل هذه الكارثة خاصة بعد أن بدأت تداعياتها الصحية تنذر بكارثة وفضيحة بيئية وأدت إلا انتشار حمى الضنك وأمراض أخرى _ الله العالم بها – ولم تخترع حلا لها حتى الآن.

ولكن بلدية ثول ربما بسبب ارتباطها بأمانة جدة لم تدع جدة تحتكر هذا الوجع وحدها ولم ترتدع من كارثة جدة فبدأت في إنشاء بحيرة أخرى وفي نفس الموقع شرق القرية ولذلك فإن أي هزة أو انكسار في السد الوهمي يعني غرق القرية بكل ما فيها ولكن حتى يتم ذلك فإن أسراب البعوض بدأت في احتلال مواقعها لنشر حمى الضنك بين أهالي القرية وإذا كانت جدة لديها من الأطباء والمستشفيات
مايخفف من أثر هذا البلاء فإن أهالي ثول لا أطباء لديهم ولا مستشفيات تستطيع مواجهته,

ولهذا وبدلا من أن تكون البلدية حافظة للبيئة وحامية للنظافة أصبحت هي مصدر البلاء كله والسبب الأول هو الركض وراء تأجير أكبر قدر ممكن من الأراضي للاستثمار ورمي المخلفات حتى أصبحت ثول من قرية للناس إلى مردم كبير للمخلفات

أما السبب الثاني والأهم فهذا سيكون حديثنا غدا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق