السبت، 8 يناير 2011

ثـول «Thuwal»قرية الصيادين المتواضعة.. إلى قلب العالم

ثـول «Thuwal»قرية الصيادين المتواضعة.. إلى قلب العالم
10-19-2007 11:


لم تعد ثول من الان فصاعدا قرية منسية تسترخي على ساحل البحر الاحمر تسامر الامواج وتستعيد مشهد الصيادين العائدين مع مغيب الشمس من رحلة الصيد وهم يرددون مواويل العودة الى بر السلامة فقد تشرفت هذه القرية الساحلية بدخولها الى العصر التقني عبر جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وطوت بذلك صفحة من النسيان وفتحت احضانها لهذا المنبر العلمي الكبير وتحولت القرية الصغيرة المنسية الى مدينة عالمية تعج بالحياة وتستشرق آفاقا عالمية بأكبر جامعة للمعرفة اذ انها سوف تتحول في الغد الى واحة للعلم تجتمع فيها عقول العالم واكثر الموهوبين لصنع ملحمة العلم والتقنية .. ذات صباح بهي بينما كان اهل ثول ينهمكون في صيد الاسماك وجدت القرية نفسها فجأة تحتضن واحدا من أكبر المشاريع العلمية والاقتصادية في المملكة وفتحت عيونها على الجرافات والشاحنات وعدد كبير من المهندسين والعمال والمقاولين يجوبون ارجاء القرية الوادعة ويسوون الارض لتشييد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي تعتبر الأكبر من نوعها وعن هذا الصرح العلمي الكبير قال الشيخ طلال بن سريحان الجحدلي شيخ قبيلة الجحادلة ان جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بمثابة اضاءة سوف تشرق عبرها شمس المعرفة والعلوم وتحيل هذه القرية الساحلية إلى كيان ينبض بآفاق العلم والمعرفة.
فيما أوضح الشيخ حميد عبدالحميد الجحدلي والشيخ عطية الله الجحدلي والشيخ عبدالرحيم عوض الجحدلي ان جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية سوف تحول القرية الصغيرة إلى مجتمع يستشرف آفاق المستقبل والمعطيات العلمية.
واضافوا ان المؤسسة التعليمية الكبرى سوف تطبع صورتها التقنية على كيان القرية وتتغير خارطتها وتدخل الى مسارات العلم والمعرفة وسوف تدخل الى تاريخ العلم وتكتب اسمها بمداد من نور وفي ذات السياق قال كل منعبدالحميد حميد الجحدلي وناجي سعيد الجحدلي ان جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية سوف تحيل قرية ثول الى كيان معرفي وتقني وتخرج القرية من ذاكرة البحر والصيد الى الذاكرة العلمية والتقنية. واضافوا ان القرية بعد تأسيس الجامعة سوف تلحق بركاب التقنية وتتفتح امامها أبواب التنمية.
موقع ثول
بنظرة الى الموقع الجغرافي لبلدة الدعجية أو «ثول» نجد انها تقع على ساحل البحر الاحمر شمالي مدينة جدة بحوالى 90 كلم وتتبع اداريا لمحافظة جدة.
وقال محمد بن حميد الجحدلي ان ثول هو اسم الوادي المحيط بالبلدة من جهتي الجنوب والشرق وقد غلب اسم الوادي على اسم البلدة، كما اورد ذلك الكاتب عاتق البلادي ان بلدة الدعجية تصغير المنسوب الى الدعج وهو سواد العيون وهي بلدة تقع على الطريق بين جدة ورابغ وسكانها الجحادلة من زبيد من حرب وحرفتهم الاصلية صيد الاسماك.
واضاف ان وادي ثول تكثر فيه مزارع «العثرية» التي تروى بالمطر وكان الوداي مشهورا بزراعة الدخن، وتابع ان ذكر ثول ورد في الشعر العربي فقد مدح الشريف بركات بن محمد بن بركا بالنصر على اعدائه في العام 921هـ شاعر البطحاء شهاب الدين احمد بن الحسين. واضاف ان بلدة ثول اشتهرت بانها من القرى الكبيرة لقبيلة حرب في الحجاز مثل رابغ وخليص وغيرها وكانت مركزا تجاريا لبعض القرى المجاورة وسوقا عامرا للبيع والشراء وقد كانت الحرفة الأساسية لأهالي البلدة من قبيلة الجحادلة الغوص واستخراج الصدف «المحار» من اعماق البحار وبيعه في بعض الموانئ المطلة على ساحل البحر الاحمر مثل ميناء مصوع في ارتيريا وميناء سواكن في السودان وقد استمرت مهنة الغوص خلال عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله قبل ان تتوقف.
واضاف ان أهالي البلدة الذين كانوا يمتهنون حرفة الصيد يطلق عليهم لقب َ«الصدافة» ومفرده صداف اما رحلات الغوص فقد كان يطلق عليها لقب «السفر» وذلك من يعمل بهذه المهنة يسافرفترة تقترب من 9 أشهر من اواخر ذي الحجة الى اواخر شعبان من كل عام متنقلين من موقع لآخر ومن ميناء الى آخر على طول ساحل البحر الاحمر بشقيه الشرقي والغربي بواسطة السفن الشراعية المعروفة بالساعية والسنبوك.
وعن الاستعداد لرحلات السفر قال: كان مالك "الساعية" يقوم بمنح البحارة العاملين معه مبلغا من المال لشراء ما يحتاج اليه ذووه خلال غيابه في رحلة الغوص ويتم تسجيل المبلغ كدين على الغواص وتخصم من حسابه في نهاية رحلة الغوص.
واضاف ان عدد البحارة العاملين على "الساعية" كان يتراوح بين 16 رجلا اضافة الى النخوذة وبعض الاطفال، وفي يوم الفرع يتم تحميل الأغراض ويخرج جميع الاهالي لتوديع البحارة ويكون سير الرحلة باتجاه الجنوب الى مدينة جدة التي يصل اليها البحارة بعد يومين أو ثلاثة أيام حسب طبيعة الرياح، وفي جدة يتم اكمال مؤونة الرحلة وبعد قضاء يومين في جدة يبدأ البحارة في الرحيل الى الجنوب لمزاولة الغوص حتى موانئ الليث والقنفذة وجازان وجزر فرسان على الساحل الشرقي للبحر الأحمر.
وتابع أنه في كثير من الأحيان كان الغواصون لا يجدون في الأصداف لؤلؤا ورغم ذلك تستمر الرحالت المضنية بواسطة سواعد تمرست على اعمال البحر والغوص وقد تنتقل وسيلة الانتقال من موقع لآخر لمدة تتراوح بين 15 -20 يوما حسب كمية الماء العذب والزاد الذي معهم، واثناء ذلك فإن مالك الساعية يكون مسؤولاً عن توفير الطعام للبحارة طيلة أيام الرحلة وهو عبارة عن اقراص من الدخن أو الذرة ولذلك تكون مهنة أحد العاملين على المركب اعداد اقراص الدخن والذرة لاطعام البحارة.
أما بالنسبة لرحلة العودة فإن النوخذة كان يعلن بدء الرحلة إلى مدينة جدة حيث تمكث الساعية لمدة يومين أو ثلاثة أيام وبعدها تعود إلى بلدة ثول فيبدأ الأطفال بالصعود على أسطح العشش والصنادق لمشاهدة عودة البحارة كل هذه المشاهد منذ زمان بعيد أصبحت من الماضي وأشرق عهد جديد وزمن علمي على ثول القرية الساحلية وأصبحت تتحدث بلغة العلم والمعرفة وطوت صفحة الماضي في أعماق البحر.


المصدر جريدة عكاظ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق