السبت، 8 يناير 2011

جيران حلم الملك عبدالله والتهجير




لم يبتهج أحد في العقد الأخير، الذي مر عاصفا على بلادنا والعالم، مثلما ابتهج أهالي ثول بزراعة حلم الملك عبد الله بن عبدالعزيز والمتمثل في أكبر وأحدث جامعة في العالم – جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية – على ساحل قريتهم، حتى أصيبوا بعدوى الحلم وتخيلوا قريتهم التي مرت بها سنوات وسنوات من النسيان ونقص الخدمات وقد غدت لائقة بأن تكون بجوار هذا المنجز الحضاري والمعرفي العظيم وقدمت لهم كل الخدمات المؤجلة من ماء وكهرباء وصكوك وخدمات صحية، وأن تكون حياتهم تستحق أن تحمل مسمى جيران الحلم الكبير.

ولكن التسريبات التي بدأت تنتشر كالفيروسات عن نوايا بلدية ثول بتهجير أهالي القرية من مواقعهم التي عاشوا بها مئات السنين، وقذفهم في مواقع جديدة بعيدة عن حلم الملك عبد الله والبحر والأماكن التي عاشوا هم وآباؤهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم كل طفولتهم وصباهم بها، هذه الشائعات التي بدأت تنتشر وكأنها بالون اختبار لمعرفة ردة فعل الناس في ثول قوبلت بالرفض من الجميع، ولكنه رفض صامت، مستكين، لأن الناس هناك لا يعرفون لمن يرفعوا صوتهم الذي لا يقول سوى شيء واحد هو:

- بعد أن صبرنا طويلا على تجاهل البلدية لنا وحرماننا من الكهرباء والماء وإصدار الصكوك والبناء في أراضينا التي توارثناها جيلا بعد جيل..

- لماذا بعد هذا الصبر الطويل الذي عوضنا عليه خيرا خادم الحرمين الشريفين بشرف جوار جامعة الملك عبدالله وحلمه الكبير يجيء موظف ويقرر أن يهجرنا من أراضينا..

- لماذا..؟!

- وللحديث تتمة يوم السبت حول بحيرة المسك الجديدة في ثول.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق